د. خيرية السقاف
مكة تفتح صدرها للصائمين, العابدين, السائلين ..
تشيع ما بين يديها على اتساع مداها الرباني الخفي, والظاهر..
تمتزج فيها ضيافة الرب, بضيافة العبد..
الخالق يتباهى فيها بخلقه,
والمخلوق يُقبل عليه فيها بخفقه ..
ما احتضنت أرض ٌفي كرة الأرض لحشد ما
كما الذي تحتضنه مكة في مواسم العبادة, والطاعة..
وعلى مدى الوقت بين آيبٍ, وذاهب,
مفتوحةٌ أبوابها, مشرعٌ ثراها..
لا زمن يُحِدُّ أخدا, ولا سبب يصدُّ مددا ..
لله ما أطيب عطاياك يا خالق,
وما أخلص ما صنعه خلقك لمكة من عمار, وسعة, وضيافة, وإيواء,
من إطعام, وإرواء, وترحاب !
مشهد الصلاة في بيتك المعمور, وحشود خلقك طامعين في عفوك ربا غفورا, في انسياب يأتون, وفي اطمئنان يمضون, كلهم امتثال وامتنان, وتكاتف وتعاطف, وخشوع وخضوع,
مدٌّ متدفق من رحمة الله في رمضان, فضلٌ من فيضه, وفائضٌ من فضله..
يتدفق المقبلون إليكِ مكة المحضنَ الأمين,
ويفيض فيكِ فرات رمضان بالعذب المكين..
الصدور تجيش تحنانا, والرحمن يمد حنانا..
لله ما أبهاك يا مكة في رمضان,
ما أطيب ريحك, وأنقى هواءك..