د. ناهد باشطح
فاصلة:
((حصاد السنة بطولها يتوقف على الربيع الذي يتم فيه البذار))
-حكمة صينية-
استطيع القول إن برنامج «ياتلفزيوني» الذي تقدمه القناة الأولى استطاع أن يبدأ في توثيق تاريخ الدراما لدينا عبر تقديم الرواد للجمهور بمختلف أعماره بأسلوب مبتكر ولطيف.
فكرة البرنامج جديدة ومبتكرة وهدفها جميل إذ إنها تنشط ذاكرة المشاهد حول تاريخ الدراما السعودية وبأسلوب يجمع بين العفوية المحببة للقلب من خلال أسلوب المذيع خالد صقر والإخراج المبتكر والإبداعي للمخرج عبد العزيز الشلاحي ومساعده إبراهيم الدسيماني وكذلك تصميم الجلسة في البرنامج والسيارات التاريخية للفنانة فدى الحصان.
لم يفاجئني أن صاحب الفكرة والمشرف على البرنامج مستشار وزير الثقافة والإعلام والمشرف على مسرح التلفزيون عبد الإله السناني لأنه فنان بالدرجة الأولى وهذا ما يجعل أفكاره تحمل الجانب الإبداعي وهو مدرك لأهمية التاريخ واستثمار الشباب لتوثيقه.
فكرة البرنامج أن النجوم القدامى مثل (سعد خضر، علي المدفعي، ومطرب فواز، وعلي الهويريني، وعبدالرحمن الخطيب، وعلي إبراهيم، وغيرهم، ) يقود الممثل منهم في كل حلقة سيارة تاكسي قديمة، وتتم محاورته عن مشواره الفني خلال طريقه من المطار إلى الوجهة التي يريدها المتسابق الذي قبل أن يكون ضيفًا ومن ثم يحصل على الجائزة المادية.
الجميل هو الحوار حيث يكشف عن شخصية الممثل للجمهور ويقدم معلومات لا يعرفها جيل اليوم ولذلك كانت ميزة البرنامج أنه يربط الشباب بتاريخ نجوم التلفزيون لدينا وهي إستراتيجية فيما يبدو انتهجها مسرح التلفزيون الذي يريد أن يكرم رواد الفن لدينا ولكن بطريقة مختلفة وبأسلوب مبتكر لا يشابه التكريم التقليدي المعتادين عليه.
البرنامج قدم للعاملين فيه فرصة التعرف على تاريخ نجوم التلفزيون وأيضًا قدم للمشاهد معلومات عن جهود فنانيين في وقت سابق لم تكن فيه الإمكانات الفنية متوافرة، لكنّ فنانيين سعوديين أمنوا بقدراتهم وسعوا لتمثيل بلادهم بل وحصلت مسلسلاتهم على جوائز عربية في وقت من تاريخنا الأصيل.
ليس من السهل أن توثق تاريخ بلدك في مجال الفنون لكن يبدو أن استثمار طاقات شبابنا الإبداعية يمكن أن تجعلنا نتفاءل بالمستقبل.