سعد الدوسري
التوسع الذي شهدته دكاكين «أبو ريالين» في السنوات الأخيرة، وتحوّلها إلى معارض على الشوارع العامة، تحت مسميات جديدة، يجعلنا نتساءل:
- لماذا السكوت على هذه المعارض، على الرغم من أن هيئة المواصفات والمقاييس تعتبر البضائع التي تُباع فيها مخالفة للمعايير، وأنها تشكِّل خطراً على مستهلكها؟! هل هناك من هو مستفيد من هذا السكوت، أم أن مراقبي الأسواق، مشغولون بالتقاط السليفيات لهم، وهم يمرون مروراً شكلياً على بعض الأسواق المركزية؟!
لقد سبق أن قالت هيئة المواصفات كلمتها، فيما يتعلّق بالقطع الكهربائية التي تُباع في مثل هذه الدكاكين، وأوضحت أنها رديئة الصنع، وقد تتسبب في أخطار حقيقية وكارثية على مستخدميها. لكن هذه الكلمة لم تجد آذاناً صاغية، لا عند الجمارك ولا عند وزارة التجارة، ولا عند المستهلكين، للأسف. وربما سيقول المسؤولون إن المستهلك هو الذي يتحمّل الجزء الأكبر من المسؤولية، لأنه صاحب القرار، وهذا القول غير صحيح؛ هل إذا اشتريتُ من تاجر ما، لحوماً منتهية الصلاحية، مبيّن عليها تاريخاً جديداً، أكون أنا المخطئ؟!
إن كمية التلاعب بالبضائع في تلك «الدكاكين المتطورة»، والتي يستحوذ عليها جنسية عربية واحدة، كبيرة جداً، سواءً من ناحية الجودة أو من ناحية الأسعار، فالعاملون فيها يعرفون أن الزبون يأتي لها، ظاناً أن الأسعار مخفضة، وهي في الحقيقة ليست كذلك. والسعر ليس الأهم هنا، على الرغم من أهميته، بل الجودة التي قد تنعدم، وقد تكون بالسالب، فتسلب حياة طفل أو أسرة، لا سمح الله.