سعد السعود
قد لا أبالغ إذا ما قلت إن مواجهة الأخضر بنظيره الأسترالي الخميس القادم هي أهم مباراة
للمنتخب في العشرية الأخيرة؛ فمنذ آخر صعود لأخضرنا لكأس العالم عام 2006 لم يقدم بعدها
الكثير؛ ليخرج من النسختين السابقتين، بل إن في إحداهما لم يصل حتى للتصفيات النهائية؛ لذا
فمباراة كلقاء الخميس، وبموقف كما هو جدول الترتيب، وبمناسبة بحجم التأهل لكأس العالم، فإنه
سيكون وصفي لها بما قلت مبررًا؛ وخصوصًا إذا ما علمنا أن الفارق النقطي بين المنتخبين ثلاث نقاط فقط.. والتعادل سيُبقى الفارق كما هو.. فضلاً على أن انتصار المنتخب سيعني التخلص نهائيًّا من الكنغر الأسترالي.. ويصبح الطريق مفروشًا بالورود إلى موسكو. أما إذا -لا قدر الله- انتصرت أستراليا فهذا يعني الدخول في خانة الحسابات المعقدة، وانتظار نتائج الفرق الأخرى.. ولربما الذهاب للملحق ليصبح الطريق أبعد بعدما كان قاب قوسين أو أدنى. لكن حتى ننال المراد فعلينا الاجتهاد؛ فالمنافس قوي جدًّا، ولديه من المقومات والأدوات الفنية ما يجعل كعبه أعلى؛ وخصوصًا عندما يلعب على أرضه وبين جمهوره.. بل ليس سرًّا أنه الوحيد الذي لم يخسر في المجموعة؛ لذا فالعمل
على تأمين المناطق الخلفية لمنتخبنا هو السبيل للحصول على الأقل على التعادل.. وهو النتيجة التي انحنى لها الكنغر في 4 مباريات في هذه التصفيات؛ لذا فإن لم ننل الانتصار فلنغنم بالتعادل؛ فالأهم هو عدم تجرع مر الخسارة؛ لنبقى قريبين من الصدارة.
أخيرًا، لندرك حجم المنافس، ليس تخويفًا، ولكن حتى نحتاط منه؛ فحري بي التذكير بأننا في مواجهات
سبع سابقة لم ننتصر سوى بلقاء واحد، وتعادلنا باثنتين، في حين وقعنا بفخ الهزيمة في أربع
مواجهات.. وعليه فالمواجهة الثامنة لا تحتمل المزيد من التعثر؛ لذا على كل لاعب أن يعي مسؤولياته بالفريق، ويتسلح بالثقة، وهي التي -للأسف- دائمًا ما تخون لاعبينا في المحافل العالمية واللقاءات الكبرى.. لذا نحتاج لإيمان بالقدرات، وتطلع لما هو آت؛ لتكون العودة هناك من سيدني بنتيجة متميزة، تبعدنا عن شبح الحسابات.
كان بالإمكان أفضل يا صغارنا!
نعم، كان بالإمكان أفضل مما كان في مشاركة الأخضر الشاب في كأس العالم للشباب في كوريا..
فقد يبدو الوصول للدور الثاني جيدًا لمن لم يتابع المباريات.. لكن على الواقع فالظروف كانت مواتية لاقتناص ما هو أفضل. فتأهل صغارنا من المجموعة كان من الباب الضيق كأحد أفضل الثوالث مع أنه في آخر لقاء بالمجموعة التقى المنتخب الأمريكي، ولعب المنافس الشوط الثاني كاملاً مطرودًا منه لاعبًا، ومع هذا لم يغامر المدرب الوطني سعد الشهري لكسب اللقاء والفوز وتصدر المجموعة، بل انتظرنا حتى وقت متأخر من المباراة لإدراك التعادل، ومن ثم المرور للدور التالي.
أما في لقاء الدور الثاني بالمنتخب الأوروغواني فلم يلعب الأخضر سوى آخر 10 دقائق من الشوط الأول.. وعدا ذلك ظل متفرجًا على خصمه، ولم يحاول تهديد مرماه رغم أن المنتخب تأخر بالنتيجة مبكرًا مع بدء الشوط الثاني.. حتى أنه لم تسنح له فرصة واحدة طوال هذا الشوط.. وكأن المباراة ليست بخروج المغلوب!
عمومًا، وعطفًا على ما شاهدته، فإن تسيير المباريات لم يكن موفقًا بكثير من الأحيان.. ليركن اللاعبون ومدربهم لأسطوانة الحضور المشرف.. تلك الأسطوانة التي أبقتنا في مكاننا فيما من هم حولنا يتطورون
ويتقدمون.. فضلاً عن تجلي ضعف الثقة التي ظهرت بالحديث عن أفضلية الأوروغواي، واجترار نتائجها
في أمريكا الجنوبية للتبرير وخلق الأعذار، سواء من اللاعبين أو المدرب.. مع أنه يفترض إدراك أن الفروقات
في الفئات السنية عادة تختفي.. بدليل نتائج بعض الفرق المغمورة في أكثر من نسخة سابقة.
آخر سطر
للاعبينا همسة: إن كنت تريد أن تحفر اسمك بالتاريخ فضع بقدميك في أستراليا البصمة.