سعد بن عبدالقادر القويعي
من أبلغ التغريدات التي قرأتها، تغريدة - لوزير الدولة لشؤون الخليج العربي - ثامر السبهان، حول انفجار سيارة كانت متوقفة بسوق مياس، الذي استقلها مطلوبان أمنيان، وكانت تحمل أسلحة، ومواد متفجرة؛ بهدف نقلها إلى العوامية بواسطة بعض الإرهابيين، بأن: «الوطن دين، عز، شرف، عرض، كرامة، حياة، من يخونه فاقد لكل هذه الصفات، - سواء - بالعمل، أو بالكتابة، أو بالحديث، ورأس هذا الوطن قيادتنا التي تطبق الشريعة»، فالاعتزاز بالوطن - في تقديري - هو العطاء الجميل نحوه، لا ينفصل عن الاعتزاز بالنفس، والإساءة له إساءة للذات.
في مشهد إرهابي تمّ استعارته من دولة الملالي، أعمل إرهابيو العوامية - مرة بعد مرة - خناجر الغدر في ظهر الوطن، وحرضوا على عقيدة هذه البلاد المباركة، وقيادته، وعلمائه، ولحمة مجتمعه، والتشويش على مصالح الوطن، ومحاولات توريطه في مناكفات إقليمية، بعد أن ارتهنوا لمخططات إيران، التي تهدف لإشعال الفتن، وزيادة بؤر التوتر في أكثر من منطقة عربية، وعن طريق دسائس خارجية تحاك ضد بلادنا، وذلك في إطار تصفية الحسابات، والتعبير عن الأحقاد المتغلغلة في نفوسهم؛ تماهيًا مع الإستراتيجيات التي عمقت الشقاق، والخيانة.
كل من مالأ عدونا، وأيّده في عدوانه بأي طريق من طرق التأييد، يكون خائنًا لدينه، ووطنه، وولاة أمره؛ كونهم انفصلوا في شعورهم الانتمائي، وعقلهم الفكري، وعاطفتهم التبعية لإيران الإرهابية؛ فاختاروا الاصطفاف إلى جانب جهات إجرامية خبيثة، وبحثوا عن مواقع لهم في أجندات إرهابية؛ تسخيرًا لخدمة أهدافهم الشريرة، وبعيدًا عن التغريد في فضاء الوطن الكبير، وقيادته الحكيمة، وتاريخه العريق، ومكونه الاجتماعي الراسخ.
عندما تشتد العواصف، وتدلهم الفتن، وتتلاطم الأمواج، فلولى الأمر أن يعاقب من يخون وطنه بالعقوبة الزاجرة التي تردع صاحبها، وتمنع شره عن جماعة المسلمين، وتكفي لزجر غيره؛ شأنها - في ذلك - شأن كل الجرائم السياسية، - خصوصًا - وقد اتخذ هؤلاء المجرمون مواقف غير وطنية، واختاروا الارتزاق على حساب مصالحه العليا، - تارة - باسم المظلومية، - وأخرى - يعزفون على وتر الأقلية، بينما هدفهم الحقيقي هدم وطننا، وتفكيك هويتنا، وتعطيل مدار اجتماعنا، ووحدتنا، يؤكد ذلك - مع كل أسف - الولاء للخارج على حساب الوطن.