هاني سالم مسهور
في عالم الجريمة ليس من قانون يحكم المجرمين؛ فالفاجعة بنحر الداعشي مطيع الصيعري ليست الأولى في تنظيم يقوم على الشر واستباحة الدماء المحرمة. يحدث القتل غيلة، ويحدث ما هو أكثر من ذلك؛ فالدواعش الذين أحلوا لأنفسهم تفجير المسجد النبوي الشريف، وإيذاء الحبيب المصطفى - صلى الله عليه وسلم - وفي شهر رمضان المبارك، سيفعلون أكثر من ذلك.
عندما كان تنظيم القاعدة يسيطر على عاصمة حضرموت المكلا فعلوا ما هو أعظم من قتل الغيلة؛ فلقد أصدروا حُكمًا بقتل سعوديَّين كانا ضمن عناصر التنظيم الإرهابي (فارس المطيري ومساعد الخويطر) اللذين قررا العودة إلى السعودية، وتسليم نفسيهما للسلطات؛ فقررت الجماعة أن تقتلهما بتهمة أنهما جاسوسان للسعوديين، وتمت عملية الإعدام أمام الناس، وتم صلبهما على جسر في المكلا بدم بارد؛ ما أصاب الأهالي بالرعب والخوف.
لعل ما فعله الدواعش برفيقهم مطيع الصيعري يكون رسالة لكل من خدعهم هذا التنظيم عبر وسائله النشطة في التغرير بالعناصر المستجدة في تنظيمات دينية، تخدعها بواسطة كثير من المؤثرات مستغلة الجهل وعدم اهتمام الأهل بأبنائهم ومراقبتهم في فضاء متسع من وسائل التواصل الاجتماعي، تكثر فيه الإغراءات لجذب المراهقين والمضطربين نفسيًّا، وتسخرهم في تنظيمات كهذه، ليس لها من أخلاق أو قيم أو مبادئ.
كالنار التي تأكل بعضها، وكالأفعى التي تشرب من سمها، هذا هو حال الفئة الضالة المضطربة في تعاملها مع الحياة. فالحياة ليست غابة، يقتل فيها الإنسان أخاه لمجرد الاشتباه أو حتى الاختلاف. هذا النهج الذي بلغ بالدواعش مسألة طبيعية؛ فغياب العقل وتغييب صوت الضمير الإنساني يقودان إلى نهايات تنتهي بقتل الأخ أخاه، والابن أباه وأمه. هذه النهايات يجب أن تصل إلى كل الناس صغارًا وكبارًا؛ ليعلم الجميع أن الانتماء لجماعات كهذه يعني موتًا بشعًا، إما بانتحار أو بقتل غيلة.
مهمة شاقة على وسائل الإعلام في ترشيد المجتمعات وتنبيه الناس لخطر هذه الجماعات. يجب إظهار بشاعة الجرائم التي تُقترف من أجل أن يشعر الجميع بأن النهاية لن تكون نهاية خير.