لندن - وكالات:
أكدت رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي أمس الأحد أهمية مراجعة إستراتيجية التعامل مع الإرهاب عقب الهجوم الذي أدى لمقتل 7 وجرح العشرات على جسر لندن. وقالت ماي في تصريحات بثها التلفزيون إن الوضع لا يمكن أن يستمر على ما هو عليه وإنه لا بد من إعادة النظر في إستراتيجية التعامل مع الإرهاب. وأشارت ماي إلى تشديد عقوبة السجن في الجرائم الإرهابية وفرض المزيد من القيود التنظيمية على الإنترنت كمجالات محتملة لتغيير السياسات. وأضافت (يجب ألا ندعي أن الوضع يمكن أن يستمر على ما هو عليه.. نحن نعتقد أننا نشهد اتجاهاً جديداً في التهديد الذي نواجهه إذ إن الإرهاب يولد الإرهاب وما يدفع هؤلاء لشن هجمات ليس فقط التحرك على أساس خطط مدبرة بعناية بعد سنوات من التخطيط والتدريب وليس حتى العمل كمهاجمين منفردين تطرفوا عن طريق الإنترنت وإنما تقليد بعضهم البعض وغالبا باستخدام أشد وسائل الهجوم بدائية). وقالت إنه جرى تعليق الحملة الانتخابية قبيل الانتخابات البرلمانية المقررة يوم الخميس المقبل احتراما لأرواح الضحايا لكن الحملة ستستأنف اليوم الاثنين. وأضافت يجب ألا نسمح قط للعنف بأن يعطل مسيرة الديمقراطية لذلك ستستأنف الحملات بالكامل غدا وستمضي الانتخابات العامة قدما كما هو مقرر لها يوم الخميس. كما دانت ماي الهجوم ووصفته بأنه (نتاج أيديولوجية التطرف الإسلامي الشريرة). وقالت إن بريطانيا تواجه تهديدا جديدا يقوم فيه المهاجمون (بتقليد بعضهم) وأن الاعتداءات الأخيرة وإن لم تكن جزءا من المكيدة نفسها، فإنها متصلة في ما بينها لأنها نتاج أيديولوجية التطرف الإسلامي الشريرة نفسها. وأضافت أن «الإرهاب يغذي الإرهاب وأن مرتكبيه لا يتصرفون بموجب مكائد معدة بعناية وإنما هم مهاجمون معزولون يقلدون بعضهم باستخدام الوسائل الأكثر فظاعة. وعددت ماي أربعة مجالات قالت إنها تحتاج لتغيير.. الأول هو مكافحة الفكر الشرير الذي يلهم هذه الهجمات المتكررة الذي وصفته بأنه تحريف للإسلام وللحقيقة. وتابعت أنه لا يمكن الانتصار في هذه الحرب عن طريق التدخل العسكري وحده، وأضافت أن هناك حاجة للدفاع عن قيم التعددية البريطانية التي تتفوق على أي شيء يمكن أن يقدمه «دعاة الكراهية». وقالت ماي إنه ثانيا هناك حاجة لإجراءات تنظيمية جديدة لتقليص المساحة المتاحة للمتطرفين على الإنترنت. وأضافت ماي (لا يمكننا أن نتيح لهذا الفكر المساحة الآمنة التي يحتاجها للتكار.. لكن هذا بالتحديد ما يوفره الإنترنت والشركات الكبرى التي تقدم خدمات الإنترنت.. نحتاج للعمل مع حكومات ديمقراطية حليفة للتوصل إلى اتفاقات دولية تنظم عمل الفضاء الالكتروني. وثالثا يتعين عمل المزيد للكشف عن التطرف في المجتمع البريطاني والقضاء عليه. والمجال الرابع هو إستراتيجية مكافحة الإرهاب التي وصفتها ماي بأنها قوية ولكن بحاجة للمراجعة في ضوء التهديد المتغير. وقالت إنه إذا تطلب الأمر تشديد العقوبات في الجرائم المتعلقة بالإرهاب حتى الجرائم البسيطة منها فسيتم عمل ذلك.
وكان ثلاثة مهاجمين قادوا شاحنة فان بسرعة كبيرة ودهسوا المارة على جسر لندن الليلة الماضية قبل أن يطعنوا آخرين في شوارع قريبة. وقتلت الشرطة بالرصاص المهاجمين الثلاثة خلال ثماني دقائق من تلقي أول بلاغ للطوارئ.
وقُتل في الهجوم سبعة أشخاص بينهم فرنسي وكندي في حين جرح حوالي 48 في الهجوم وهو الثالث الذي تتعرض له بريطانيا في أقل من 3 أشهر.
ووقع الهجوم بعد دقائق من انتهاء المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا في كرة القدم التي تجمع عددا كبيرا من المشاهدين لمتابعتها على شاشات كبيرة في حانات الحي. وتبنى ما يسمى بـ(تنظيم داعش) الهجوم وقالت وكالة اعماق التابعة له إن مفرزة من مقاتليهم نفذت هجمات لندن السبت.
واعتقلت الشرطة 12 شخصا في مداهمات في حي باركينغ بشرق لندن على صلة بالاعتداء، فيما ذكرت شبكة سكاي نيوز أن الشرطة داهمت عقارا يعود لأحد القتلة.