عبد الله باخشوين
.. زمان كتبت في جريدة عكاظ عن ((القوارير العاملة)) أي عن النساء العاملات وكان ذلك نحو عام 2000 تقريباً, كان الموضوع خاص وعام.. يتطرق لأهمية دور المرأة العاملة في حياة الأسرة.. وطرحت نفسي مثالاً.
وللحق فإني إلى الآن أفضل طرح ((نفسي)) مثالاً لأهمية دور المرأة عاملة كانت أم ربة منزل.. وقلت إن زوجتي - أمدها الله بالصحة وطول البقاء - هي رب المنزل ومعيل العائلة.. وبدونها كنا سنكون في مستوى ((الشحاتين)) تقريباً.. وبسبب زوجها مدعي الثقافة والكتابة.. فعندما تزوجتها ((لم أعد أدري عام كم)) كنت قد انتقلت من العمل كـ((محرر متفرغ)) في جريدة عكاظ منذ عام 1391 هجرية.. للعمل كمحرر متفرغ في مؤسسة البلاد - مجلة ((اقرأ)) - وعندما تأسست مؤسسة التأمينات الاجتماعية.. سجلتني مؤسسة عكاظ منتسباً فيها.. ولا أدري ماذا حدث بعد ذلك.
لكنني اعتبرت نفسي على ((ملاك)) مجلة ((اقرأ)) إلى أن انتهت خدمتي فيها.
طبعاً رحلت وتغربت وعدت. لأجد نفسي في ((مجلس التعاون الخليجي)).. ثم محرراً متفرغاً لمجلة ((اليمامة)).. قبل أن أنتقل لناحية ((أبوعريش)) وأفتح فيها محل ((فيديو تيب)).
وبانتهاء دور ((الفيديو تيب)) ومهمته عدت إلى جدة لأجد نفسي بلا أي عمل.
ولأني أعتبر نفسي من الكتاب.. فقد عدت لممارسة الكتابة في عكاظ ومجلة استجواب والرياض وأخيراً في الجزيرة. لكن هذا لا يضعني ضمن فريق العاملين المتفرغين الذين يحق لهم ما يحق لسواهم من المتفرغين.. وفي أفضل الأحوال كان مسمى وظيفتي هو: ((محرر غير متفرغ)).. لا يشمله أي ضمان أو تأمين أو أي من تلك الأمور التي تضمن حقوق ((المحرر المتفرغ)).
كان عملي على مستوى ((هوى)) الجريدة.. أو مستوى هوى علاقتي برئيس تحريرها وفي المقابل كنت أنال مكافأة مالية تتناسب مع الجهد الذي أقدمه دون أي التزام من أي من الطرفين.. فإذا أرادت الجريدة أن تنهي علاقتي بها.. تنهيه دون أدنى حرج ودون أدنى التزام.. وإذا توقفت عن الكتابة فإن هذا يعني أني أنهيت علاقتي بالجريدة دون أي حرج.. وهكذا.
أما الالتزامات المالية الحقيقية المتعلقة بشؤون العائلة فمن مهام زوجتي حفظها الله ورعاها.. وما كان يأتي من مجهودي ((الصحفي)) فهو ((فوق البيعة)) كما يقولون.
ومن ثبات دخلها درس ((محمد وفاطمة)) في كندا على حسابها الخاص.. ودرس في أستراليا ((فاروف وحكم)) إلى أن تم إلحاق كل منهما إلى مشروع خادم الحرمين الشريفين للابتعاث وهي تهتم بأمر إيجار المسكن وبقية شؤون العائلة بما فيها ((مصروفي)) الخاص.
وسواء كان هناك عائد من جهد عملي.. أم أنني متفرغ لكتابة تلك القصص التي أعجبتهم واصطادتني.. فإن دوري معطل تماماً منذ أكثر من عشرين عاماً ولا توجد لي أي صفة رسمية تخرج عن بطاقة الأحوال وبطاقة العائلة التي أضم زوجتي وأبنائي لها وصفتي كـ((ولي أمر)) رسمي للعائلة.. بمعنى أنني مواطن سعودي يحمل بطاقة أحوال وجواز سفر ورخصة سياقة.. أما غير ذلك.. فليس لي ضمان اجتماعي أو تأمينات اجتماعية.. أو صحية.. أو حتى إنهاء خدمات أو راتب تقاعدي.. ولا يحق لي ممارسة أي دور يفيد أسرتي كالاقتراض.. مثلاً أو شراء أي شيء بالقسط.. وعنواني هو عنوان البيت الأخير الذي نسكنه.
وللحق فأنا لا أدري هل أنا ((حالة خاصة)) أم أن هناك عددا كبيرا من المواطنين الذين يعيشون في أوضاع مشابهة.