د. محمد عبدالله العوين
«لقد عدنا دولة عظمى كما كنا سابقا، وعلى الجميع أن يفهم هذا، نحن أسياد المنطقة: العراق وأفغانستان واليمن وسوريا والبحرين عما قريب كلها تعود إلى أحضاننا وهو مجالها الحر الطبيعي «هذا التصريح بإعلان الحرب على العرب تفوه به وزير الدفاع الإيراني اللواء حسين دهقان خلال الأيام الفائتة القريبة بتاريخ 2 رمضان 1438هـ حيث تبجح باحتلال إيران العراق «وأنه بعد عام 2003م أصبح جزءا من الإمبراطورية الفارسية ولن يرجع إلى المحيط العربي ولن يعود دولة عربية مرة أخرى وعلى العرب الذين يعيشون فيه أن يغادروه إلى صحرائهم القاحلة التي جاؤوا منها كجرذان، هذه أراضينا وعليهم إخلاؤها».
هذا التصريح من أعلى سلطة عسكرية في إيران، وهو بمثابة إعلان حرب على الأمة العربية كلها، وأن القادم أكثر سوءاً، فالبحرين «عما قريب» ستكون تحت الولاية الفارسية -كما يحلم- ويبدو أنه نسي أن يضيف لبنان إلى الدول الخمس السابقة التي تحتلها إيران؛ لأن «حزب الله» هناك هو الحاكم والجيش الفعلي، أما رئيس الدولة وجيش الدولة فتحت إمرة مندوب الاحتلال الإيراني «حسن نصر الله».
كنا نسخر من وزير الاستخبارات الإيراني السابق في حكومة أحمدي نجاد حين قال إن إيران تسيطر فعلا على أربع عواصم عربية، وكنا لا نعول على كلام المعمم الكهنوتي «مهدي طائب» رئيس مقر «عمار» الاستراتيجي للحروب الناعمة الذي يعد المخطط لعمليات الحرس الثوري حين تفاخر بأن سوريا هي الولاية الإيرانية رقم 35؛ لأن كثيرين من المحللين ممن يقرؤون الحروب الإعلامية لا يرون في هذين التصريحين إلا لونا من الدعم النفسي لموالي إيران وتبشيرهم بأحلام الإمبراطورية الفارسية القادمة كما يحلم المجوس الجدد.
أما أن يتفوه من هو في مقام وزير الدفاع بما تنوي إيران فعله في البحرين، وبما فعلته في العراق وسوريا واليمن وأفغانستان من جرائم القتل والتخريب والتهجير والتغيير الديموغرافي فهو إعلان حرب بطريقة أو بأخرى؛ هو الإعلان الذي ينكره رئيس الحكومة روحاني، ويتبرأ منه وزير الخارجية ظريف؛ لأنهم جميعهم يتلاعبون بالمواقف ويمارسون الخداع ويشد أحدهم الحبل من طرف ويرخيه الآخر من طرف آخر بينما تتوغل جيوشهم ووكلاؤهم في حرق الأراضي العربية ومن عليها بالحرس الثوري وبالمرتزقة والموالي الطائفيين العرب اسما والفرس أصلا وفصلا ممن يسمون بـ»الحشد الشعبي» المجرم.
وإذا كان حيدر العبادي وهو رئيس الحكومة ينكر الاحتلال الإيراني لبلاده العراق فليظهر على وسائل الإعلام ويرد على وزير الدفاع الإيراني ويدافع عن كرامته واستقلال بلاده، لكنني أعلم أنه لن يحدث هذا على الإطلاق؛ فهم من خطط وساعد وأعان على احتلال إيران العراق؛ وكثيرون منهم كانوا مقاتلين مع جيش الخميني ضد الجيش العربي بقيادة صدام حسين، وهم من سلموا العراق للمحتل الأمريكي ثم للمحتل الفارسي، وهذا ليس بغريب في التاريخ العربي؛ فلم تصب الأمة بالنكسات والنكبات على مر تاريخها الطويل إلا من خيانة من في داخله معبد نار مشتعل.
إذا كان قد بقي في العرب والمسلمين شيء من عزة وشيء من صدق انتماء لن تمر سخرية حسين دهقان من المسلمين والعرب دون أن يأخذ العرب في حسبانهم أنه لا يسخر من خالد بن الوليد -رضي الله عنه- فحسب؛ بل من الإسلام والعرب الحاضر منهم والباد «ليحلموا بخالد بن الوليد لأننا قتلنا فيهم جميع الخوالد» ثم يشكر الموالي الخونة العرب الطائفيين على أدائهم أدوارهم في خيانة عروبتهم المزعومة.
ولا يكتفي بذلك؛ بل يهدد الزعامات العربية بأن مصيرهم كمصير صدام
«كان صدام غارقا في الأحلام لكن في النهاية أيقظناه من أحلامه ثم قتلناه».
على من يدعو إلى الحوار مع إيران بعد هذا أن يخرس. إما نحن أو هم، إما العرب أو الفرس.