فهد بن جليد
يكاد يكون مركز اعتدال المنظمة العالمية الوحيدة التي شارك في افتتاحها وزارها وباركها، العشرات من قادة العالمين العربي والإسلامي، برفقة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أثناء انعقاد قمم الرياض التاريخية، وهو ما يمنح هذا المركز التقني العظيم، والمنارة الفريدة من نوعها، أهمية عالمية قصوى، كأحد أكثر التحركات العالمية جدية لرصد الأفكار المُتطرفة، والمُمارسات المُضللة غير المسؤولة، بمعظم لغات العالم ولهجاته التي يعتمد عليها ويستخدمها المتطرفون عادة، عبر مُختلف الوسائل والشبكات التقنية والتقليدية.
كثيرون كتبوا وتحدثوا عن اعتدال والمُنتظر منه في مُختلف وسائل الإعلام العالمية، ولكن جميع ما طرح لن يُعطي هذا المركز الوليد ما يستحقه من إشادة وإبراز من ناحية الفكرة الفريدة، وإعجاز التأسيس، والبناء والتنفيذ في فترة زمنية قياسية، والتكوين والاستقلالية، والطاقات والنُخب التي تعمل فيه، أو حتى من ناحية نظام الحوكمة الذي يُطبق معايير عالمية فريدة، تضمن تحقيق نقاط مُهمة في التمايز بين المُنظمات العالمية بالاستقلالية والمرونة والشفافية، لتحقيق الأهداف المنشودة بدقة عالية وكفاءة كاملة، وهو ما يتطلب من وسائل الإعلام العربية والسعودية تحديداً العمل أكثر على إبراز نشاطات وأعمال ونتائج المركز للعالم، ومنحه المزيد من المساحة والوقت.
تعزيز خطاب التسامح والاعتدال والقبول بالآخر، نشر الحوار الإيجابي، صناعة محتوى مُعتدل، تفنيد خطاب الإقصاء المتشدد، تحليل المُمارسات الفكرية المُتطرفة، عبر كشفها ورصدها في كافة شبكات التواصل الاجتماعي، أو وسائل الإعلام التقليدية، كل ما سبق وما يقوم به المركز بكل اقتدار وجدارة، هو مسألة مصيرية مفصلية مهمة، في مسيرة الحرب العالمية ضد الإرهاب والفكر المُتطرف، ورغم كونه عملاً مُضناً وشاقًا، إلا أنَّه بالمُقابل عمل إسلامي، وطني، إنساني بامتياز، يستحق أن نفخر ونفاخر بأنّه ينطلق من بلادنا وبمُشاركة شباب وشابات المملكة العربية السعودية، الذين هم في الصفوف الأمامية الداعمة لتعزيز التسامح ونشر الحوار الإيجابي، ومُحاربة الإرهاب والفكر المتطرف بكل أشكاله وصوره، ورصد مُمارساته الخفية، أمام أنظار وسمع العالم أجمع.
سننعم قريباً ببيئة تقنية وإعلامية صحية - أقل تلوثاً - وأكثر تقهقراً لتلك الخطابات والتغريدات الخبيثة من أسماء ومعرفات وهمية تملأ الفضاء التقني، لبعض الجماعات والحركات الإرهابية المُندسة في المُجتمعات العربية والإسلامية، وعلى رأسها - جماعة الإخوان - الإرهابية المتلونة، التي لن يجد أتباعها والمُتعاطفون معها بعد اليوم، منصات يبثون من خلالها سمومهم وأفكارهم الخبيثة، بفضل خطاب المواجهة المُتسامح والمُعتدل الذي سيكون أكثر انتشاراً بفضل اعتدال.
وعلى دروب الخير نلتقي.