عبدالله العجلان
أخطر القضايا وأسوأ المشكلات الرياضية التي شهدها الموسم الرياضي الأخير كانت تتعلق بالأمور المالية، وهي -بالمناسبة- امتداد ونتاج لسنوات الفوضى والعبث الماضية، وتأثير البذخ وعدم الانضباطية في الإنفاق على أوضاع الكثير من الأندية، وانعكاس هذا على استقرارها ومستوياتها وقدرتها على المنافسة، وتحقيق طموحات جماهيرها. وبدلاً من اهتمامها بتطوير وتقوية فرقها، وتنظيم أدائها المالي والإداري والفني نجدها انشغلت في البحث عن الدعم وزيادة إيراداتها واللجوء للقروض البنكية، ليس لإبرام صفقات وتعاقدات مع مدربين ولاعبين وإنما لإنهاء القضايا وتسديد الديون المتراكمة عليها.
قليلة هي الأندية التي تعاملت مع واقعها وظروفها المالية بعقلانية وتوازن بين إيراداتها ومصروفاتها، وعملت وتعاقدت وحددت أهدافها وفق إمكاناتها، وبعيدًا عن (الهياط والفشخرة) وتحميل النادي أعباء مالية، يصعب معالجتها أو حتى احتواؤها. وفي هذه الأثناء كان الهلال وحده النادي الذي تحرك في كل الاتجاهات، وبدأ مبكرًا، وتحديدًا منذ الموسم الماضي، بإقرار خطة عمل لتنظيم شؤون النادي المالية، تكون الأولوية فيها لسداد الديون التي خلفتها الإدارة السابقة؛ كي لا تعيق إدارته عن التفرغ لتجهيز الفريق الأول الكروي والفئات السنية لحصد البطولات، وبخاصة الدوري الغائب خمسة مواسم متتالية، وهو ما تحقق بالفعل نتيجة للفكر المتميز لإدارة الأمير نواف بن سعد؛ فلم يتعرض النادي لأية عقوبات أو منع من التسجيل، وفي الوقت نفسه أحرز الدوري وكأس الملك وتأهل لربع نهائي أبطال آسيا، وكذلك كأس بطولة دوري الأمير فيصل ودوري درجة الشاب.
البيان الصادر مؤخرًا عن المركز الإعلامي في الهلال كشف بشفافية وبالحقائق والأرقام حجم العمل الإداري والتنظيم المالي الذي قامت به الإدارة الهلالية، ويؤكد أنها -ي الإدارة- لم تكتفِ بتحقيق أقوى وأغلى البطولات، بل نجحت في تصفية الديون وإغلاق ملفات كانت ستضع النادي في مهب الريح وأمام أزمات خانقة، ستدخله في دوامة مزعجة ومعيقة لعمل الإدارة الحالية وما بعدها. اللافت في الموضوع، وبقدر ما لاقت هذه الخطوة من إعجاب وإشادة الجميع، إلا أن الذي أثار استغراب وربما استهجان الهلاليين قبل غيرهم هو العدد الكبير للقضايا التي وصلت للفيفا، الناتجة من إهمال وسوء الإدارة المالية في الهلال قبل مجيء إدارة الأمير نواف؛ الأمر الذي يسجل للأخيرة في عدم الإشارة أو تحميل المسؤولية للإدارات السابقة.
الأخضر الشاب وأزمة الطموح!
عاد منتخبنا للشباب من مشاركته في كأس العالم الجارية حاليًا في كوريا الجنوبية بعد أن تأهل لدور الـ16 بحصيلة فوز وتعادل وخسارتين. ولأن هناك من يرى أن التأهل لنهائيات كأس العالم بحد ذاته إنجاز، وهذا صحيح، لكن لا يعني هذا أن نتوقف عنده، ونركن لهذه الفكرة؛ فتصبح مشاركتنا بلا جدوى ولا معنى ولا حضور عالمي، يعيد للكرة السعودية شيئًا من وهجها الذي افتقدته في السنوات العشر الأخيرة.
الوصول لكأس العالم للشباب ليس جديدًا بالنسبة لنا؛ فهذا هو التأهل الثامن للأخضر في تاريخ البطولة؛ ما يعني أننا تجاوزنا طموح مجرد المشاركة الشرفية إلى أهمية أن تكون لنا بصمة، وأن يكتسب نجومنا الشباب الثقة والتجربة في محفل عالمي كهذا. وهذا الهدف يتطلب تغيير منهجية ورؤية وأدوات المشاركة الفنية والإدارية، وتوفير الظروف والأجواء المحفزة لها ماليًّا وإعلاميًّا وجماهيريًّا، وإن كنت أرى شخصيًّا أن الأخضر الشاب تأثر بالمرحلة الانتقالية بين مجلسي اتحاد الكرة؛ ما تسبب في تداخل القناعات وطريقة الإدارة والتعامل، وبالذات فيما يخص اقتناع الاتحاد الحالي بالجهاز الفني بقيادة الكابتن سعد الشهري، وخصوصًا أن المباريات الأخيرة في كأس العالم وقبلها التصفيات أثبتت أن المنتخب يضم نجومًا لديهم المهارة الفردية والموهبة، وإمكانية تقديم أنفسهم والارتقاء بأداء المنتخب بصورة أفضل، وبنتائج تؤهلهم للوصول في النهائيات إلى أدوار أبعد، وللمنافسة على مراكز متقدمة.