«الجزيرة» - رويترز:
قالت مصادر مصرفية أمس، إن العملة القطرية تعرضت لضغوط مع تعليق بنوك تجارية في الخليج معاملات مع البنوك القطرية بسبب الخلاف الدبلوماسي في المنطقة. وأرجأت بعض البنوك السعودية والإماراتية والبحرينية تعاملات مع البنوك القطرية مثل خطابات الاعتماد بعد قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر أمس الأول واتهامها بدعم الإرهاب. وقالت المصادر، إن مؤسسة النقد العربي السعودي وجهت البنوك في المملكة بعدم التعامل مع البنوك القطرية بالريال القطري. وتفيد بيانات البنك المركزي أن البنوك القطرية تقترض من الخارج لتمويل أنشطتها وتضخمت ديونها الخارجية لتصل إلى 451 مليار ريال (124 مليار دولار) في مارس من 310 مليارات في نهاية 2015.
لذا فإن قطع العلاقات لفترة طويلة مع البنوك الأجنبية سيكون مزعجًا وإن كانت حكومة أكبر دولة مصدرة للغاز الطبيعي في العالم لديها احتياطيات مالية ضخمة يمكن أن تستخدمها في دعم البنوك. كما تقرض بنوك من الإمارات وأوروبا وغيرهما المؤسسات القطرية. وقالت مصادر مصرفية في الخليج - رفضت الكشف عن أسمائها بسبب الحساسيات السياسية - إن بنوكًا سعودية وإماراتية وبحرينية ترجئ المعاملات إلى حين تلقي توجيهات من البنوك المركزية في الدول الثلاث بشأن كيفية تنفيذ التعاملات مع قطر. وقال مصرفي إماراتي «لن نتحرك بدون توجيهات البنك المركزي ولكن من الحكمة تقييم ما نقدمه للعملاء القطريين والتوقف لحين اتضاح الأمور أكثر»، مضيفًا أن تمويل التجارة متوقف في الوقت الحالي. وأشارت المصادر إلى أن المصرفين المركزيين في الإمارات والبحرين طلبا من البنوك الخاضعة لإشرافهما الإفصاح عن انكشافها على البنوك القطرية. ولم يرد المصرفان على طلب التعقيب. وقالت وكالة موديز انفستورز سيرفيس للتصنيفات الائتمانية أمس الأول إن الخلاف بين قطر ودول أخرى في المنطقة قد يؤثر على التصنيف الائتماني للدوحة إذا تعطلت التجارة وتدفقات رؤوس الأموال. ونتيجة هذه المخاوف، هبط الريال القطري مقابل الدولار إلى 3.6470 ريال للدولار في السوق الفورية وهو أدنى مستوى منذ يونيو 2016.
ويربط البنك المركزي الريال القطري عند 3.64 ريال للدولار. وجرى تداول العقود الآجلة استحقاق عام للدولار مقابل الريال منخفضة إلى 275 نقطة، مقارنة مع إغلاق أمس الأول البالغ 250 نقطة ومستويات تقارب 180 نقطة أساس قبل اندلاع الأزمة الدبلوماسية.
قال مسؤول بمصرف قطر المركزي إن انخفاض الريال القطري مقابل الدولار في السوقين الفورية والآجلة أمس إنما يرجع إلى المضاربة، وإن قطر لديها احتياطيات ضخمة من النقد الأجنبي يمكن أن تستخدمها لدعم عملتها. وثمة دلائل على أن انكماش المعاملات المالية القطرية قد يتجاوز منطقة الخليج، إذ أوقفت بعض البنوك السريلانكية شراء الريال القطري قائلة إن نظراءها في سنغافورة نصحوها بعدم قبول العملة. وفي مصر التي قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع قطر، قال مصرفيون إن بعض البنوك العاملة في البلاد عادت للتعامل مع الريال القطري من جديد بعد أن توقفت أمس الأول عن بيع وشراء العملة.