سعد الدوسري
يحاول بعض الذين يصطادون في الماء العكر، أن يلمّحوا بأن ما يكتبه الكتّاب الغيورون على أهل قطر، يندرج تحت باب التصعيد والتأجيج. وهذه المحاولة صارت مكشوفة لنا منذ زمن بعيد.
فهذه ليست الأزمة الأولى التي تمر بها بلادنا، فلقد واجهنا أزمات كثيرة غيرها، وانتهت -ولله الحمد- بأقل الخسائر، بسبب التقارب بين الموقف الرسمي والموقف الشعبي. في النهاية، الوطن وطننا، أين سنذهب عنه، وأين سيذهب عنا؟! هل سنهاجمه، حين يتهمه أحد بما ليس فيه؟! هل سننجرف وراء محاولات المساس به وبأمنه؟!
المواطن في المملكة، لا تسره ولا تسعده الخلافات الخليجية أو العربية، لأنه يعيش حياته كجزء من هاتين الأسرتين، إما بِصلة عائلية أو علاقة اجتماعية أو مصلحة اقتصادية أو مصير مشترك. ربما المواطنون في بعض الدول، لا يشعرون بحجم هذا الانتماء للآخر، بحكم بعدهم عن تلك الصلات المتبادلة، التي أتاح الظرفُ التاريخي والاقتصادي والجغرافي للسعودية أن تعيشه، أكثر من أي دولة أخرى. لذلك، فإن الخسارات التي عانى منها المواطنون السعوديون، بسبب الأزمات الخليجية والعربية السابقة، لم تكسرهم، بل منحتهم دروساً في التسامح والغفران.
ليس جديداً أن يعبث السياسي بالشعبي، وأن يستغله لمصالحه، وأن يصعد على أكتاف مصيره ومستقبل حياته وحياة أبنائه وأحفاده. وحين يحدث ذلك، فإن مَنْ يقف مع هذا العابث، هو بلا شك ضد الأبرياء الذين لا حول لهم ولا قوة. ولن ينطلي على أحد، كل ما يكتبه الذين يؤيدون السياسي في الخفاء، ويتعاطفون مع المواطن في العلن. هذه اللعبة لن تصل بهؤلاء المتلونين إلا لطريق مسدود، يجمعهم مع غيرهم، ممن وقفوا ضد مصالح وطنهم في السابق.