علي الصحن
في الثامن والعشرين من مارس الماضي، كشف نائب رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم ياسر المسحل عن وجود (140) قضية لدى الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) ضد بعض الأندية السعودية، ويوم الأربعاء الماضي (31 مايو) أعلن نادي الهلال في بيان صحفي، أن إدارته قد أنهت - حتى إعلان البيان - ثلاث وثلاثين قضية منها (8) محلية والأخرى دولية تتعلق جميعها بشؤون الاحتراف، وذلك بقيمة (77.018.686) ريالا.
بعد صدور الإعلان الهلالي الذي يعبر عن شفافية ومصداقية عاليتين - حيث تضمن عبارة (حتى الآن) أي أن هناك قضايا على النادي لم تحل بعد - ثار بعض (المرجفين) في الصحف والبرامج المشاهدة ووسائل التواصل الاجتماعي، محتجين على حجم القضايا والالتزامات الهلالية، ومدعين مجاملة الجهات الرسمية لنادي الهلال، وموجهين اتهامات مباشرة لها، ومطالبين بالتدخل (!!)، فيما تحدث قانونيون بما يخالف القانون، وتركوا اللوائح والأنظمة والقواعد جانباً، في محاولات يائسة للنيل من الهلال ومنجزاته، يحدث ذلك كله بداعي العاطفة، وعندما تريد أنت أحدهم أن يبرر لك رأيه، أو يشرح لك قوله، يفغر فاه، ويدخل في صمت مطبق، ويعجز عن قول شيء أو تقديم تبرير.
يلعب نادي الهلال على الورق كما يلعب فريقه على المعشب الأخضر، لا تعرف إدارته التسويف والمماطلة وأكل حقوق الناس، يشهد على ذلك الحاضر والغائب، ونجوم اليوم والأمس، ويشهد عليه الود المتواصل بين النادي وبين كل من انتسب له، والشمس لا تغطى بغربال، والإساءة لا تضر الهلال.
يقولون لماذا هذه السرية في قضايا الهلال؟ ولماذا لا يعامل الهلال مثل غيره، وأجيب على طريقة السؤال:
- هل أعلن اتحاد الكرة أو أي من لجانه عن قضايا الأندية الأخرى بالاسم إلا ما صدر فيه حكم ملزم قطعي؟
- من أعلن عن قضايا بعض الأندية؟ أليسوا بعض الإعلاميين أو العاملين السابقين والمحسوبين عليها أو لاعبين كانوا أو ما زالوا فيها؟
- ألم يقم البعض بنشر بعض القضايا وتضخيمها في إطار تصفية الحسابات وتبادل الاتهامات وتعزيز الرأي والإساءة لإدارة أو أشخاص ما في النادي؟؟
يقول المسحل هناك (140) قضية لدى (فيفا) وما دام لدى الهلال (25) منها، فأين الـ (115) المتبقية، ومن يتجرأ على الإعلان عنها وعن الأندية ذات العلاقة بها؟ ولماذا لا تكون الأندية شجاعة فتقول ما قال الهلال، وتصدر بياناً مثل ما أصدر الهلال؟؟
البرامج الرياضية من جانبها، كان من المفترض أن تحاور متخصصين في القضايا الرياضية، وأن تأخذ رأي اتحاد الكرة حول البيان الهلالي، وأن تسأل عن القضايا الأخرى، لكنها في كل مرة تثبت فشلها، وترضى بـ (نقادها) الحصريين ليتحدثوا عن كل شيء ويفتوا في كل المسائل، فيتحول البرنامج إلى سدح وردح وسب وشتم، بسبب تغليب سوء الظن والجهل في أصول القضايا، وترك المنطق على الرف من أجل إرضاء العاطفة.
حقق الهلال بطولتين هذا الموسم، وبلغ ربع النهائي الآسيوي، حيث يواجه عين الإمارات في أغسطس المقبل، وجاء البيان الأخير ليكشف حجم العمل المنظم داخل النادي، والقدرة على احتواء كل الأمور دون أن يتسرب سطر واحد من ملفات (33) قضية للإعلام أو المدرج، وهذا ما يشير إلى حجم العمل والجهد، وهو ما أغاض البعض وأخرجهم من طورهم وجعلهم يتميزون من الغيظ والقهر على هذا النجاح الباهر، ويبحثون عن أي ثلمة في سيف الهلال الحاد، ولن يجدوا إلى ذلك سبيلا.