فيصل أكرم
حتى الحذرْ..
نزلتْ عليهِ عباءةٌ شفّافةٌ، من كِذبها
صارتْ وإياهُ الفقاقيعَ التي كُتبتْ بها
لغةُ المطرْ..
حتى السَفرْ..
رُسِمتْ على طرقاتهِ أمواجُ نهرٍ ضائعٍ
خُدعتْ بها الورقاتُ في كلّ الشجرْ
حتى أنا.. ما زلتُ من تعبي هنا
أحتاجُ ليلاً، لا يقلُّ سوادُهُ المُهدى لنا
حتى إذا اكتملَ القمرْ...
* * *
قاطعتُ فيكَ السيرةَ الملقاةَ في كلّ الشوارعِ
أيُّ مجدٍ في طريق التيهِ أنتَ، بخطوتي
متكسّرٌ في كلّ آنْ..؟
هل ماءُ هذا الوجهِ جمّدهُ الزمانْ..؟
الوقتُ: لا وقتٌ لمنفردٍ به،
والعطرُ: لا عطرٌ سيصمدُ في العُرى بثيابهِ،
وزجاجةٌ مازالَ يحفظها المكانْ
ماذا إذاً،
لزجاجةٍ مازالَ يحفظها المكانُ..؟
أهكذا، يا أيها البابُ العظيمُ
أهكذا، يأتي بنا التعبُ المهجّرُ والمقيمُ
لكي نكونَ وسيلةً
من أجل غاياتٍ تغلغلَ في خسارتها الرّهانْ..؟
حتى إذا: كنّا.. وكانْ
هل سوف يجمعنا امتحانٌ، لا سقوطَ لنا بهِ
إن سوفَ يتبعهُ امتحانْ..؟!
* * *
الحربُ طالَ كلامُها..
والقلبُ يحتملُ الرصاصةَ، طالما
ارتفعتْ بهِ أرقامُها..
فهل الحقيقةُ كلّها أنّ الذين نجوا من الموتِ القريبِ
أتوا بعيداً في الحياةِ؟!
هي الحياةُ أتتْ بهم
من قبل أن تأتي بتفسيرٍ لها أحلامُها...
* * *
وكيفما كانت.. كانت أغنية، وليس للأغنية أن توقف حرباً، ولا أن تفتح درباً لمستحيل.. إنما هي فقط تجمّلُ ذاكرةً كيفما تشكّلتْ لتكونَ.. كانتْ ذاكرة.