يا سؤولاً عن قصَّتي وحدودي
وقري والجهالاتِ ضدَّ كلِّ مُفيدِ
والنِّداءاتِ أبرَتِ الكونَ صُبْحاً
بي الذي غدا كالبعيدِ
والونى كيف صار عزماً قويّاً
.. كيف أخزى القويُّ كيدَ الجحودِ!!
كيف صارتْ بداوةٌ أوجَ مجدٍ
ألمَعيٍّ فطاب فيه قصيدي؟
قصَّتي ذا الوجود كان ظلاماً
ثم أضحى نوراً عظيمَ الوجودِ
أنقذَ الضَّعفَ من جفاءٍ غليظٍ
ونفى الجورَ باعتزازٍ رشيدِ
وغدا يجذبُ المسافاتِ حُبَّاً
وهو يسعى – أيضاً- ببأسٍ مُبيدِ
فتهاوتْ على النّجاةِ قلوبٌ
وانتهى بالإباءِ شرُّ العنيدِ
كيف لا تأنسُ الحياةُ بخيرٍ
وهي تمضي بحكْمِ قولٍ سديدِ؟
أفعمَ العيشَ للأنامِ هناءً
وبنى الأمنَ قبضةً من حديدِ
فاستراحَ الكرامُ بالقصدِ لمَّا
سَيِّدُ القومِ صار مثلَ المَسودِ
إنْ تلاشتْ به التَّضاليلُ تتْرى
..بان حقُّ العبادِ للمعبودِ
صار ذاك الشَّتاتُ صفَّاً عزيزاً
ناصراً كارهاً حياةَ القعودِ
أمةٌ زادُها ضياءٌ وحبٌّ
لِمَمَاتٍ يُجزى بعيش سعيدِ
إنْ نأى بالوفاقِ وهنٌ،.. أذابتْ
كلَّ صعبٍ ..نفتْ جسورَ الحدودِ
ما بدا للعدوِّ بأسٌ خؤونٌ
يُنْهَ منها بعزمِ بأسٍ شديدِ
فإذا أبرمتْ لخيرٍ قراراً
نفَّذتْه ولو بحَشْدِ جنودِ
فسرى الأمنُ والرَّخاءُ بحكمٍ
أحمديٍّ قضاءَ ربٍّ مُريدِ
جلَّ من نزَّهَ الكرامَ فسادوا
ورأى الشِّركُ عزَّةَ التَّوحيدِ
وبدا ذو الوجوهِ وجهاً وإلاَّ
قصمَ الحقُّ غدر كلَّ حقودِ
للرَّعايا المنامُ، ..للعدلِ أروا
حٌ لشأوٍ تُسَرُّ بالتَّسهيدِ
صار بين السَّماءِ والأرضِ فحوى
أنْسَتِ البيدَ سطوةَ التَّنهيدِ
فانتشى بالضياءِ كلُّ ذبولٍ
و صحا بالوئامِ كلُّ بليدِ
عزَّةً عاشتْ الحياةُ ومجداً
وأماناً يزهو بثوبٍ فريدِ
حقبةٌ في الزمان زانتْ كعقدٍ
مُفردٍ فاقَ حسْنَ كلِّ العقودِ
كيف غاب الصفاءُ شيئا فشيئاً
بعد ما سار أهلُه لِلحودِ؟!
غَفَلاتٌ تمكَّنتْ من أُناسٍ
أقصتِ السَّعدَ بابتعادِ الحفيدِ
فأعاد الهوى المهالكَ بؤساً
باختلافٍ يزيدُ فتكَ المُعيدِ
كلُّ حيٍّ بالجور يشكو جريحاً
أو يتيماً أو ذكرياتِ فقيدِ
أرهق القائمين بالعهدِ خترٌ
لمْ يحاسبْ لِبطشِ يومِ الوعيدِ
لم يرَ العيشَ غيرَ فتلٍ وسلبٍ
وانتحارَ النفوسِ عزَّ الشَّهيدِ
أوَّلَ الخيرَ بالهوى ظلُمَاتٍ
وهو كالشَّمسِ، خابَ ذيلُ اليهود
يا إلهى ولا سواكَ يُنادى
إنْ أضامَ العبيدَ ظلمُ العبيدِ
أفْعِمِ النَّاسَ فطنةً وضياءً
ليعودَ [الوفا] بوجه مَجيدِ
لتعودَ الحياةَ أمنأ وسعداً
وسلاماً يخلو من التَّنكيدِ
إنَّ للحقِّ عزةٌ سوف تُخفي
في غدٍ كلَّ جائرٍ رعديدِ
سيعودُ الصَّفاءُ أصفى بحزمٍ
كبروقٍ لمنْ طغى ورعودِ
إنَّ نصر الإلهِ إنْ شاءَ آتٍ
دون شكٍّ آتٍ بوعدٍ أكيدِ
يا هواة الدَّمار والفتكِ مهلاً
في غدٍ ذلُّكمْ وما ببعيدِ
سوف نُنهي بالنُّور لدغَ الدياجر
بحزمٍ معزَّزِ التَّجنيدِ
لا هناءً بغير أمنٍ وعدلٍ
يا طغاةً لو تفقهون نشيدي
- شعر/ منصور بن محمد دماس مذكور