فهد بن جليد
لم يَعُد أمام سلطات الدوحة مساحة أكبر للمراوغة بعد إعلان قائمة الإرهاب الجديدة الخاصة بقطر, لقد بات واضحاً أنَّ خياراتها تتضاءل كلما أصرَّت على الاصطفاف مع خفافيش الظلام والإرهاب والحزبيين باستضافتهم ودعمهم وإيوائهم، وهو موقف معيب ومخزٍ لم يَعُد مُبرراً ولا مقبولاً حتى عند المواطن القطري العادي المغلوب على أمره، الذي بدأ يصحو من غفلته يوماً بعد آخر، ليكتشف مصدوماً - أنَّه وبلاده - يدفعان ثمن تعنت أهوج، وسوء تدبير - من حكومة - ارتمت في أحضان الفرس وأعوانهم وحزب الإخوان المحظور، مما يسوقه للانسلاخ من مُحيطه الخليجي والعربي والإسلامي، ويُهدد مُستقبله واستقراره وأحلامه في التطور والنهضة، فلمصلحة من تدفع قطر وشعبها هذا الثمن الباهظ، ولمَّا تُصر السلطات هناك على دعم واحتضان وإيواء أجانب وإرهابيين وكيانات محظورة خليجياً وعربياً وإسلامياً، بل من المتوقع أن تصبح قائمة الإرهاب القطرية هذه عالمية قريباً، مما يعني مزيداً من العقوبات الدولية المُنتظرة.
اتفاق المملكة، مصر، الإمارات، البحرين على تصنيف 59 فرداً و12 كياناً في قوائم الإرهاب المحظورة - مع تحديثها تباعاً والإعلان عنها - يُعَد خطوة حضارية مُتقدمة، وجادة جداً في مُحاربة الإرهاب، تأتي وفق اتفاق الرياض عندما أجمع العرب والمسلمون مع واشنطن على تعزيز التعايش والتسامح، ومُحاربة الإرهاب بكافة أشكاله فكرياً وإعلامياً ورقمياً، والتصدي لجذوره وتجفيف مصادر تمويله، مما يعني أنّ الكثير من الدول والمنظمات العالمية ستتحق من النشاطات المشبوهة لهذه القائمة، وستتحرى أكثر عن التحركات الظلامية للسلطات القطرية في دعم وتمويل واحتضان الحركات والجماعات الإرهابية والفوضوية في المنطقة، وبالتالي ستضيق الدائرة أكثر وأكثر على الدوحة التي أدخلت نفسها وشعبها في نفق مُظلم، بإصرارها على أن تسبح بعيداً عن فلكها الخليجي والعربي والإسلامي.
هذه القوائم لم تأت اعتباطاً أو جزافاً، فبالدليل الواضح توَّرطت الدوحة في تعريض الأمن الوطني للدول الأربع للاستهداف بالتخريب ونشر الفوضى، من قِبل أفراد وتنظيمات إرهابية مقرها قطر، أو مدعومة من قِبلها، وهو ما يعني استهداف السلطات القطرية بشكل مباشر لاستقرار السعودية ومصر والإمارات والبحرين، وهو ما لن ترضاه شعوب ولا قيادات المنطقة والعالم .
المواطن القطري يُشاهد الكرة الآن في ملعب سلطات بلاده، وعليها أن تختار بين الإصرار على موقفها المُتعنت ضد إخوتها في الخليج والعالم العربي والإسلامي، والداعم للإرهاب والفوضى وشق الصف، بالاحتماء خلف وعود كاذبة وزائفة لملالي طهران الفاشلة, وأوهام وأحلام بعض الدول المتلونة - وهو مصير أشبه بالانتحار - وبين تحكيم العقل بعودتها إلى رشدها وأهلها وخليجها الحزين، المُتألم لموقفها الظالم والخاطئ، الذي يهدد بتحطيم كل حلم جميل، حلمنا به سوياً كشعوب على ضفاف خليجنا العربي.
وعلى دروب الخير نلتقي.