«الجزيرة» - سعد العجيبان:
«صعقة» أخرى تلقاها النظام القطري الداعم للإرهاب.. لا يقل ثقل «عيارها» عن الإجراءات السابقة التي اتخذتها المملكة ومصر والإمارات والبحرين «ابتداءً».. لتتوالى بعدها مواقف مماثلة لعدد من الدول العربية والإسلامية.. ومن ثم تعلن واشنطن موقفاً واضحاً ومباشراً من سياسات الدوحة.
فقد دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قطر إلى وقف «فوري» عن تمويل الإرهاب والأيديولوجية المتطرفة، في حين أكد على أن الدوحة لديها تاريخ في تمويل الإرهاب وعلى أعلى المستويات.
وقال ترامب في مؤتمر صحفي مشترك في البيت الأبيض أمس مع رئيس وزراء رومانيا: إن لا يوجد دولة متحضرة تتسامح مع الإرهاب والعنف أو السماح لهذه الأيديولوجية «الشريرة» بأن تنتشر.
وفي حين وجَّه الرئيس الأمريكي شكره لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وكل الدول المشاركة في القمة العربية الإسلامية الأمريكية المنعقدة مؤخرا في الرياض، أعرب عن أمله في أن تكون هذه القمة التاريخية بداية نهاية تمويل الإرهاب وبداية نهاية الإرهاب.
وأضاف ترامب: خاطبت قمة بحضور أكثر من 50 زعيما عربيا وإسلاميا وهو اجتماع فريد في تاريخ الأمم، حيث اتفقت قوى رئيسة في المنطقة على وقف دعم الإرهاب سواء كان هذا الدعم ماليا أو عسكريا أو معنويا.
ومضى الرئيس الأمريكي في القول: على ضوء هذا المؤتمر فقد تحدث إليّ عدد من الدول عن مواجهة قطر بسبب سلوكها، ولذلك كان يجب علينا أن نصل إلى قرار: هل نمضي قُدمًا في مواجهة قطر عبر الطريق السهل، أم في النهاية يجب علينا أن نسلك الطريق الصعب ولكن بإجراءات ضرورية.
وأوضح ترامب أنه قرر مع وزير الخارجية ريكس تيليرسون والجنرالات والعسكريين بأن الوقت قد حان لدعوة قطر بأن توقف التمويل، ويجب عليهم أن يوقفوا هذا التمويل، وتمويل الأيديولوجية المتطرفة.
ودعا دول العالم إلى الوقف الفوري لدعم الإرهاب وتعليم الآخرين القتل وملء العقول بالكراهية وعدم التسامح.
وأضاف ترامب: لن أسمي دولاً أخرى ولكننا لم ننته من حل المشكلة وسنحل هذه المشكلة فلا يوجد لدي أي خيار آخر.. وهذه هي أولوياتي الكبيرة لأنه من أوائل واجباتي كرئيس هي الحفاظ على أمن مواطني بلدي.. وهزيمة داعش وغيرها من المنظمات الإرهابية.. وذلك أمر شددت عليه خلال حملتي الانتخابية وحتى وصلت للرئاسة.
وتابع: ومن أجل القيام بهذا الأمر، فيجب وقف التمويل، ووقف تعليم الكراهية ووقف القتل، وبالنسبة لقطر، فإننا ندعوها ودولاً أخرى في المنطقة لأن تفعل المزيد وبشكل سريع.
من جهته قال وزير الخارجية الأميركي ريكس تيليرسون إن قطر لديها تاريخ في دعم الجماعات المتطرفة وعليها تغيير ذلك.
على صعيد متصل رحبت الإمارات العربية المتحدة بقيادة الرئيس الأمريكي في تحدي دعم قطر المزعج للتطرف، وقال السفير الإماراتي لدى الولايات المتحدة إن الخطوة التالية تتمثل في إقرار قطر ببواعث القلق وأن تلتزم بإعادة النظر في سياساتها الإقليمية.. وهذا سيوفر الأساس الضروري لأي مناقشات.
في غضون ذلك أكد أمين عام المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف «اعتدال» ناصر البقمي أن البيان المشترك بالأدلة كيانات وأسماء تدعم الإرهاب بشكل منظم، وهو محاسبة لتجاوزات الدول المهددة لأمن العالم وقطعاً لكل الادعاءات المساندة للتطرف.
الدوحة أمام «نافذة» فرص تضيق تدريجياً.. ويتعين عليها إدراك أن تداعيات عدم استجابتها لأشقائها وأصدقائها دون «سقف».. وذو تبعات «خطيرة».. ولم يعد أمام قطر سوى وقف تمويل الإرهاب ودعمه أو «السقوط»!!