فهد بن جليد
أن تتراجع السلطات القطرية عن موقفها الضال -الآن في هذه المرحلة تحديداً- وتتحمل أخطاءها وما مُنيت به من خسائر داخلية وإقليمية ودولية، وتصحح مسارها بالعودة إلى رشدها وحضنها الخليجي والعربي بكل صدق ودون خداع، وتلتزم بكل ما هو مطلوب منها لتبقى دولة جارة وشقيقة وعضواً فاعلاً، وبلداً يبحث عن الأمل والمُستقبل والأحلام لشعبه والمنطقة، خير وأفضل بكثير من التعنت والاستقواء والاختباء خلف دول وكيانات عديمة الفائدة ومتورِّطة أصلاً بالإرهاب مثل إيران، أو دول أخرى متلونة تحوم حولها الشُبهات وتريد الاستفادة مما يحدث وفق مصالحها.
السيناريوهات المُخيفة للأزمة القطرية لم تأت بعد، فالمواقف العالمية لم تكتمل وتتبلور حتى هذه اللحظة -باستثناء الموقف الأمريكي- الذي بدأ يتشكل بتصريحات الرئيس ترامب الأخيرة ووزير خارجيته، والتجربة دائماً تقول إنّ المؤسسات والهيئات الدولية الفاعلة، والدول العظمى والمؤثرة في السياسة العالمية والتوجه الدولي، لا يمكنها الجلوس على الحياد أو المُجاملة طويلاً -طالما أنّ المسألة تتعلق بالإرهاب ودعمه وتمويله-، فلن يصمت العالم أكثر من ذلك مع تكشف حقائق أفعال قطر يوماً بعد آخر، وتورطها بدعم وتمويل للإرهاب، وقد تتحول قطر بسبب تعنت سياستها وتخبطها يمنة ويسرة، وتصرفاتها -غير المسؤولة- بالقفز للأمام ومحاولة البحث عن طوق نجاة خارج الدائرة الصحيحة، والتشكيك بالنوايا والأهداف وأسباب الأزمة، والمُحاولة الفاشلة لتبرير وتفنيد القائمة الإرهابية التي أعلنتها السعودية ومصر والإمارات والبحرين -قد تتحول بسبب كل هذا التصلب- إلى دولة مارقة، ومُحاصرة عالمياً كعضو فاسد في المجتمع الدولي مثل إيران وغيرها، وقد تتحطم الكثير من أحلام وآمال الشعب القطري الشقيق على الصخر، بسبب تصرفات حكومته الضارة في المنطقة.
لا أحد يتمنى أن تتفاقم الأمور أكثر، أو أن تتعقد الأزمة، ولكن الموقف القطري المُختبئ خلف الوجود الأجنبي المشبوه في المنطقة لن يجلب الخير، ويجعلنا نتوقع حدوث السيناريوهات الأسوأ لهذا البلد الخليجي الجار، الذي اختار مساراً مُختلفاً عن أشقائه الصادقين, ولبس ثوباً لا يناسب حجمه الطبيعي، وشخصية لا تتماهى مع واقعه، أرجو ألاّ تشعر القيادة القطرية بفداحة خطئها مُتأخرة بعد فوات الأوان .
وعلى دروب الخير نلتقي.