سعد الدوسري
وجّه الأمير خالد الفيصل، أمير منطقة مكة، بالتحقيق مع الوافد العربي الذي تطاول على المواطنات السعوديات، عبر مقاطع فيديو، بألفاظ مسيئة. وكانت مواقع التواصل الاجتماعي قد ضجّتْ غضباً، بعد انتشار هذه المقاطع فيها. ونشر الكثيرون معلومات عن هذا الوافد، وعن طبيعة عمله، وعن الفرص التي ظفر بها، والتي لم يظفر بها معظم المؤهلين والمجتهدين، من أبناء الوطن، وكيف أنه طعن شرف بنات الأرض التي عاش عليها، وكسب رزقه من خيراتها.
من المهم هنا، أن نترك العدالة تأخذ مجراها، وأن ندع القضاء يقول كلمته. ومن المهم أكثر، ألا نعمم أخطاء هذا الشاب، على كل الوافدين. هو أخطأ، وسينال جزاءه، وكل من سيخطئ مثله، سينال نفس الجزاء. أما من يحترم نفسه، ويحترم البلد وأنظمة البلد الذي يعيش فيه، ويكون وفياً له، فليس من المنطق أن نضعه مع هذا الجاحد في سلة واحدة. إنها مشكلة عويصة. لقد صارت ثقافتنا تعميمية وانطباعية. نحن نأخذ الكل بجريرة شخص واحد. كما أننا لا نتريث لنطلع على كافة التفاصيل، يكفي أن يشن شخص ما الهجوم على وافد، حتى ننجرف وراءه، ونتبنى موقفه، دون التثبت من سبب الهجوم، والذي قد يكون شخصياً.
لقد وضع هذا الوافد الشاب نفسه في موقع يعكس داخله الأسود، لكن ثمة وافدين غيره، يملكون دواخل بيضاء ناصعة.