جاسر عبدالعزيز الجاسر
أصحاب المهنة الواحدة أقدر من غيرهم على كشف فشل نظرائهم عندما يعجزون عن تحقيق الأهداف التي يعملون من أجلها.
العاملون في محطة الجزيرة القطرية ومنذ اتخاذ المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية ودولة الإمارات العربية ومملكة البحرين، مقاطعة حكام قطر دبلوماسياً واقتصادياً، حاولوا تغطية موقف حكم جماعة الأربعة في قطر، فبالإضافة إلى استضافة الأخونجية ممن يسترزقون من العمل في الإعلام، وجلهم من المقيمين في إستطنبول، بمن فيهم من أهل الخليج، إذ استغربت أن يقيم صحفي كويتي في تركيا في نفس المكان الذي يقيم فيه صحفي مصري لأنه متورط في قضايا إرهابية في مصر، هذا في مصر فما الذي يجعل صحفياً كويتياً يقيم في تركيا؟ هل لدرجة الحرارة علاقة بالأمر؟ أم أن حرارة «الإيمان» بعقيدة الإخوان هي التي جذبته للإقامة هناك؟!.
لا يهم، نعود لما بدأناه، ونتحدث عن المهنية المربكة للجزيرة القطرية التي حاولت تغطية ممارسات جماعة الأربعة الحاكمة في قطر ودعمها للإرهاب بإظهار من يحكمون قطر بأنهم مظلومون، وأنهم الأكثر دعماً للقضايا العربية والإنسانية وحقوق الشعوب، وكان من بين الذين خصصت لهم مساحة إعلامية كبيرة مراسلهم في واشنطن مدير مكتب الجزيرة القطرية «الفقرا» الذي أظهر «براعة» في توجيه الأسئلة لمن يستضيفهم للحصول على أجوبة مؤيدة لموقف جماعة الأربعة الحاكمة في قطر. وتوظيف التصريحات حتى الرسمية بما فيها تصريحات الرئيس الأمريكي ترامب ووزير خارجيته، واجتزاء ما يعزز الرؤية التي فرضتها جماعة الأربعة في قطر.
ورغم أن الجزيرة القطرية تقود حملة على الرئيس ترامب وتتنبأ بأنه سيكون مصيره مشابهاً لمصير الرئيس نيكسن، إلا أنها لا تألو جهداً في اجتزاء تصريحات للرئيس وكأنها تنتقد مقاطعة قطر من دول الخليج العربية.
طبعاً مثل تلك الأعمال لا تنطلي على خبراء الإعلام، وممكن تحقيق أغراضها لدى المتلقين العاديين الذين قد يقعون في شرك شبكة أكاذيب الجزيرة القطرية المتخصصة في حياكة شبكات الكذب والتزوير وكان ممكن أن تمر تلك الأكاذيب التي يرددها مذيعو الجزيرة القطرية مراراً وعلى مدار الساعة حتى تترسخ في أذهان المتلقين، حتى صدمهم الرئيس ترامب شخصياً والتي وجهت تصريحاته وأقواله في المؤتمر الصحفي المشترك مع رئيس وزراء رومانيا الذي عقد يوم أمس الأول والتي تضمنت إدانة قوية تعزز قرارات الدول الخليجية والعربية والتي أدانت قطر بدعم الإرهاب وقاطعتها، فالرئيس ترامب أكد في المؤتمر الصحفي علناً والذي بثته محطة الجزيرة القطرية، لأنه على الهواء مباشرة، أكد بأن «قطر ممول تاريخي للإرهاب على مستوى عال جداً» مؤكداً أنه حان الوقت لدعوة الدوحة إلى «وقف تمويل الإرهاب فوراً».
أضاف ترامب في نفس المؤتمر فيما عُدَّ توبيخاً لحكم جماعة الأربعة بأنه «لا يمكن لأي بلد متحضر أن يقبل بهذا العنف أو يسمح لهذا الفكر الخبيث أن ينتشر على شواطئه».
هذا قول الرئيس ترامب الذي التقى أحد أضلع جماعة الأربعة في الرياض تميم بن حمد واتفق معه على أن تبادر قطر لاتخاذ خطوات لوقف تمويلها للإرهاب، فعاد تميم للدوحة لينسف كل ما اتفق عليه في الرياض سواء مع قادة دول الخليج الذين اتفقوا على تجفيف تمويل الإرهاب من خلال إقامة مركز إقليمي لهذا الغرض وما قاله للرئيس ترامب، حيث سارع إلى تبرئة كبيرة الإرهاب إيران التي ابتليت بحكام شبيهين بالذين هم في الدوحة، فملالي إيران هم الصنف الذي يرى فيهم جماعة الأربعة في قطر المثال الذي يحتذى ليوجه تميم لهم التحية، ويعزز علاقة قطر بالإرهاب من خلال تقوية علاقته بهم على حساب علاقة بلاده بإخوانهم العرب.
ومثلما سقطت قطر في وحل الإرهاب ودعمه، سقطت الجزيرة القطرية في وحل الكذب والتزوير الذي كشفه ترامب وعلى شاشتهم في بث مباشر.