سعد الدوسري
من الطبيعي جداً أن تكره نشوء خلافات بين وطنك وبين أية دولة، مهما كانت بعيدة، فكيف إذا كانت هذه الدولة شقيقةً وجارة وذات مصير تاريخي ومستقبلي مشترك؟! لا أحد سيلومك على إحساسك بالحزن، حين ترى هذا الخلاف يتصاعد، إلى أن يتسبب في القطيعة بين الشعبين المتحابين، لكن لوماً شديداً سيقع عليك، حين تنتقد سياسة وطنك على اتخاذها هذا الموقف، وأنت تدرك تمام الإدراك، بأن سياسة البلد الآخر تتآمر عليك، وتحاول أن تهدم كل المنجزات التي تحققت بك ولك.
معروف أن شعب المملكة، لا يحمل ضغائنَ على أحد. هو أكثر الشعوب تعرضاً للطعنات، من قبل الأقرباء والأشقاء، لكنه يعفو ويصفح، ثم يفتح صفحات جديدة؛ هو منذ التأسيس، مروراً بكل الأزمات والصراعات التي عصفت بالوطن العربي، خلال الثمانين سنة الماضية، يعيش خيبات أمل من بعض حكام العرب، ومن بعض شعوب العرب، لكنه يعود ليقف معهم من جديد، في خندق واحد، خندق التضامن والحب والتصافي. ولقد استغل الإسلامويون الحركيون هذه البراءة، وغرسوا في جسد المملكة خناجرهم المسمومة، في محاولة مستميتة لزعزعة أمن هذا البلد الملتف حول قيادته، والمؤمن بدوره التاريخي في خدمة الإسلام والمسلمين، وفي نبذ الإرهاب الداعشي، والتطرف الإخونجي الصحوي. ولأن بعضهم اختلط عليهم الأمر، ما بين القتل والجهاد، وما بين الالتزام والتطرف، فإنهم قد يميلون للصمت أمام المؤامرات التي تحاك ضد وطنهم؛ وهو موقف في منتهى التخاذل والسلبية.