القاهرة - «الجزيرة»:
أكَّد علماء دين وشخصيات إسلامية دعمها لقرار المملكة العربية السعودية ومصر والبحرين والإمارات العربية المتحدة إدراج 59 شخصية و12 كيانًا على قوائم الجماعات والكيانات الإرهابية المحظورة لصلتها بقطر، مشددين على رفض الأديان السماوية والقوانين والأعراف الدولية لكل أشكال الإرهاب وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق والأضرار بممتلكات الوطن والمواطنين معلنين رفضهم لأعمال العنف التي تقوم بها الجماعات الإرهابية.
وطالبوا بتطبيق القانون على كل الشخصيات والكيانات الداعمة للإرهاب حفاظًا على أمن واستقرار المجتمعات، معلنين تأييدهم للجهود التي تبذلها مصر والمملكة لدحر الإرهاب وتضييق الخناق على الإرهابيين والتصدي للفكر المتطرف، ولما يقوم به الأزهر الشريف والكنيسة المصرية لنشر صحيح الدين الذي يدعو إلى نبذ العنف والإرهاب وتعزيز قيم التسامح.
وأكَّد الدكتور عبد الفتاح العواري عميد كلية أصول الدين بجامعة الأزهر رفض الإسلام التام لكل أشكال الإرهاب وقتل النفس إلا بالحق، مشددًا على أن الأعمال التي يقوم بها شخصيات محسوبة على الإسلام وتدعم القتل والأعمال الإجرامية محسوبة على هؤلاء الأشخاص ويسأل عنها اتباعها والداعون لها أما الإسلام فبرئ من تلك الأعمال الإرهابية.
وأضاف الدكتور العوارى أنه يجب تطبيق القانون على تلك الشخصيات الداعمة للإرهاب والتطرف وعلى كل من يدعو إلى زلزلة الأوطان والنيل من أمنها واستقرارها ويسعى لنشر الاضطراب.
وأشار إلى أن قانون العقوبات في مصر يعاقب تلك الشخصيات الراعية للإرهاب التي ابتعدت عن تعاليم الدين الإسلامي الحنيف التي تدعو للسلم ونبذ العنف ونشر التسامح وقيم الرحمة والتعاون والتعايش وتدعو للحفاظ على الأرواح والممتلكات والأنفس.
وأوضح عميد أصول الدين أن الإسلام دين الأصل فيه السلام والقاعدة الكلية تقوم على قول الله تعالى «يأيها الذين امنوا ادخلوا في السلم كافة»، وأن الحرب استثناء في الإسلام وكره للمسلين وتكون لرد الاعتداء على النفس والوطن والمال. وبين أن تلك الشخصيات التي ورد اسمها في قائمة الداعمين للإرهاب معروفون للدولة سياسيًا ويجب تسليمهم للدولة لتتولى محاسبتهم وفق القانون على ما ارتكبوه ضد وطنهم.
من جانبه، أكَّد الدكتور جعفر عبد السلام الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية ونائب رئيس جامعة الأزهر الأسبق والخبير الدولي رفض القوانين والتشريعات الدولية لكل أشكال الإرهاب والعنف وقتل النفس وتدمير الممتلكات العامة وخصوصًا أن القانون الدولي يجرم تلك الأعمال ويضع أغلظ العقوبات على مرتكبيها.
وأشاد عبد السلام بالتعاون بين مصر والسعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين لدحر الإرهاب وكشف الجماعات والكيانات والأشخاص الداعمة للإرهاب ونشر الفكر المتطرف.
ونوه عبد السلام بأن الدين الإسلامي ينبذ أشكال العنف والقتل والتدمير ويحافظ على الأرواح والممتلكات والأعراض والأنفس والأموال ويحرم القتل بغير وجه حق محذرًا من محاولات الكيانات الإرهابية تجنيد الشباب والإيحاء إليهم بشرعية أعمال العنف التي يدعون لها وقتل الأنفس بدعوى الجهاد ومواجهة الباطل.
وشدد الدكتور أحمد عجيبة الأمين العام للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية على دور العلماء ورجال الدين والفكر والمثقفين في المجتمعات الإسلامية والعربية لتوضيح قيم الأديان السامية التي تدعو للتسامح والرحمة ونبذ العنف وغرس القيم النبيلة في نفوس الأطفال والنشء لتحصينهم من محاولات الكيانات الإرهابية تشويش أفكارهم.
وأشار إلى أن الأديان السماوية تدعو إلى الرحمة وحماية النفس وليس إزهاقها وإلى إعمار الأرض وليس الإفساد فيها.
كما أشار الدكتور عبدالله النجار الاستاذ بجامعة الأزهر عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية إلى رفض الإسلام التام للقتل والعنف والإرهاب والتدمير والتخريب وحرصه على إعمار الأرض ونشر التسامح والعيش المشترك واصفًا ما تقوم به الجماعات المتطرفة بالعبث والضياع والهوان.
وأوضح أن تعاليم الأنبياء والرسل جاءت بقيم الرحمة والتسامح والحب والتعاون ولم تدعو مطلقًا لإرهاب أو قتل وأن جماعات الإرهاب الأسود فهمت على هواها، لتحقيق مآرب سياسية وحزبية ودنيوية للكيانات التي تمثلها واستغلت الدين للإيقاع بالبسطاء مما يتطلب دورًا أكبر لرجال الدين الإسلامي والمسيحي للتعاون لنشر قيم الرحمة والتسامح ونبذ الإرهاب.
وأشار الدكتور محمد الأمير رئيس قطاع المعاهد الأزهرية إلى أن نشر قيم الإسلام الصحيحة تسهم في دحر فكر المتطرفين وتحمي الشباب من الوقوع في براثن أفكارهم.