حاوره - سعود بن عبدالله الهذلي:
أشاد الأمين العام المكلف لجمعية البر الخيرية بالرياض الأستاذ الدكتور حمد بن خالد الخالدي بالجهود البارزة والخطط الكريمة التي رسمها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - لدعم جمعية البر الخيرية بالرياض منذ أن كان أميرًا لمنطقة الرياض؛ ما ساهم في تطوُّر الجمعية والارتقاء بأدائها في خدمة المجتمع ومساعدة المحتاجين.
وقال الدكتور حمد الخالدي في حديث خاص لـ«الجزيرة» إن قيادتنا الرشيدة سبَّاقة في العمل الخيري على المستويات كافة حتى أصبحت المملكة نموذجًا يُحتذى به في التضامن والتكافل الاجتماعي، ورائدة في العمل الخيري على مستوى الوطن العربي والعالم.. منوهًا بالدعم والرعاية اللذين تحظى بهما جمعية البر الخيرية بالرياض من صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز - حفظه الله - أمير منطقة الرياض رئيس مجلس إدارة الجمعية، الذي يحرص دائمًا على تطوير هذا الصرح الخيري المبارك.
وفيما يأتي نص الحوار:
- بداية دكتور حمد الخالدي.. تعلمون أن ديننا الإسلامي الحنيف حثنا على التعاون والتضامن وعمل الخير.. كيف تنظرون إلى العمل الخيري في وطننا المعطاء بلاد الحرمين الشريفين؟
نحمد الله كثيرًا على نعمة الإسلام الذي حثنا على التعاون والتضامن وعمل الخير؛ لأن من أسمى الغايات وأنبل المقاصد أن يحرص الإنسان على فعل الخير، ويسارع إليه؛ وبهذا تسمو إنسانيته، ويتخلق بأخلاق الأنبياء والصديقين. وقد حثنا ديننا الإسلامي الحنيف على التعاون على كل ما فيه خير للدنيا والآخرة؛ إذ قال الله تعالى {وتعاونوا على البر والتقوى}، ويقول الرسول الكريم: «المؤمن للمؤمن كالبنيان، يشد بعضه بعضًا». والآيات والأحاديث في هذا الشأن كثيرة.
حققت جمعية البر الخيرية بالرياض العديد من الإنجازات منذ تأسيسها على يد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله - رجل البر والخير، منذ أن كان أميرًا لمنطقة الرياض، حتى هذا العهد الزاهر.. حدِّثنا عن أبرز محطات مسيرة التطور والنجاح والإنجازات بالجمعية..
جمعية البر الخيرية بالرياض منذ إنشائها في عام 1374هـ تحظي باهتمام وتوجيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله - منذ إطلاقها عندما كان أميرًا لمنطقة الرياض. وحظيت الجمعية بالجهود البارزة والخطط الكريمة التي رسمها خادم الحرمين الشريفين لدعم الجمعية وتطويرها. وتستمر الآن مسيرة الخير والعطاء بدعم ورعاية صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز - حفظه الله - أمير منطقة الرياض رئيس مجلس إدارة الجمعية، الذي يحرص دائمًا على تطوير هذا الصرح الخيري المبارك.
- بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.. ما أبرز مشاريع جمعية البر الخيرية بالرياض لهذا الشهر الكريم؟
تولي جمعية البر الخيرية اهتمامًا خاصًّا للأسر المسجَّلة بالجمعية خلال شهر رمضان المبارك، بتقديم المساعدات المالية والغذائية لهم، ومضاعفة الجهد والعمل خلال الشهر الكريم؛ إذ تقوم الجمعية بتقديم سلة غذائية متكاملة، يستفيد منها الأسر المحتاجة، وتوزِّع صدقة الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - على آلاف الأسر المحتاجة لإعانتهم على شراء احتياجاتهم الرمضانية، إضافة إلى تنفيذ مشروع الصائم بصورة كبيرة في معظم أحياء الرياض؛ إذ تقدم الجمعية عبر فروعها العشرة مليون وجبة إفطار صائم خلال شهر رمضان المبارك متنوعة، من بينها السلال الغذائية ووجبات ساخنة، يستلمها المستفيد من المطاعم، ووجبات جافة توزَّع في الأماكن العامة، ومشروع كسوة العيد، ومشروع زكاة الفطر.
- ما أهم الأهداف التي تسعى جمعية البر الخيرية بالرياض إلى تحقيقها في المجتمع؟
جمعية البر الخيرية بالرياض تهدف إلى ترسيخ مبدأ التكافل الاجتماعي بين أفراد المجتمع، وتحويله إلى واقع عملي من خلال الأعمال الآتية: رعاية الأسر المحتاجة، والسعي لتخفيف ما تعانيه بتوفير الغذاء واللباس والأثاث والأجهزة المنزلية وغيرها، مع تقديم مساعدات مالية لهم، كذلك تبصير المحسنين من الميسورين بأحوال المحتاجين، إلى جانب استقبال زكاة المال والصدقات والكفارات وغيرها، وتوزيعها على المحتاجين، إضافة إلى الاشتراك مع الهيئات الأهلية والحكومية في مساعدة المحتاجين، وإقامة المشروعات الخيرية الموسمية (الحقيبة المدرسية، وتفطير صائم، وزكاة الفطر، وكسوة العيد وكسوة الشتاء، والاستفادة من لحوم الأضاحي والصدقات الجارية)، وتوجيهها إلى الوجهة التي يرغب فيها المتصدق، أو إلى غيرها من الأمور الخيرية.
- رسمت حكومتنا الرشيدة خطة طموحة للنهوض بالمملكة في شتى المجالات وفقًا لرؤية المملكة 2030.. ما الخطط المستقبلية لجمعية البر الخيرية بالرياض لمواكبة هذه الرؤية؟
بكل تأكيد لقد رسمت حكومتنا الرشيدة رؤية حكيمة، ووضعت نظرة مستقبلية سديدة لسياسة المملكة الاقتصادية من خلال (رؤية المملكة 2030) التي تنفذها الحكومة. وتعتبر هذه الرؤية خطة استراتيجية طموحة للنهوض بالاقتصاد السعودي إلى آفاق أرحب ومجالات أوسع من أجل بناء مستقبل زاهر للوطن، وتحقيق المزيد من الرفاهية والرخاء للشعب السعودي، وجعل المملكة قوة اقتصادية كبرى في مقدمة دول العالم.
- نفخر ونعتز في مملكتنا الغالية بوجود رجال أعمال أوفياء، نذروا أنفسهم لخدمة العمل الخيري.. ما تقييمكم للدعم الذي تحظى به الجمعية من رجال الأعمال السعوديين؟
* بحمد الله وتوفيقه، نفخر ونعتز بأن في مملكتنا الغالية رجال أعمال مخلصين ومحسنين أوفياء، ينفقون بسخاء لدعم الأعمال الخيرية التي تنفذها جمعية البر؛ فلهم منا جزيل الشكر والتقدير، ونسأل الله - عز وجل - أن يتقبل أعمالهم الجليلة، وأن يجعلها في ميزان حسناتهم، وأن يبارك لهم في مالهم. ويعتبر شهر رمضان المبارك فرصة قيمة لجميع المحسنين للمبادرة بتقديم تبرعاتهم للجمعية لدعم المحتاجين.
- ما أهم الأعمال والخدمات التي تقدمها جمعية البر الخيرية بالرياض للمستفيدين؟
* تقوم الجمعية بتنفيذ العديد من المشاريع لخدمة المحتاجين، من بينها مشروع إفطار صائم، ومشروع الحقيبة المدرسية، ومشروع السلة الغذائية، واستقبال الأثاث المستعمل والملابس، وهدية وكسوة العيد، واستقبال وتوزيع الصدقات، وزكاة الفطر، واستقبال فائض الولائم، ومشروع التدريب والتأهيل، ومشروع الاستفادة من لحوم الأضاحي، وصدقة الشتاء، وغيرها الكثير.
- لا شك أن الجمعية تبذل جهودًا كبيرة في مجال التعاون مع مختلف الجهات الحكومية ومؤسسات القطاع الخاص من أجل تنفيذ برامجها.. ما رأيكم؟
* تبذل جمعية البر الخيرية جهودًا بارزة من أجل التعاون وبناء شراكات هادفة وبناءة مع مختلف الجهات الحكومية، وفي القطاع الخاص؛ لتحقيق الأهداف المنشودة للجمعية، وتقديم أفضل الخدمات للمحتاجين. وعندما كان خادم الحرمين الشريفين أميرًا لمنطقة الرياض أصدر توجيهاته الكريمة بإنشاء المجلس التنسيقي الأعلى للجمعيات الخيرية بمنطقة الرياض، بهدف تعزيز التنسيق بين الجمعيات الخيرية في المنطقة، وتشجيع التواصل وتبادل الخبرات بين الجمعيات الخيرية في المنطقة، إضافة إلى العمل على تحديد النطاق الجغرافي بين الجمعيات الخيرية، والعمل على تنظيم لقاءات سنوية ودورية للجمعيات لتبادل الأفكار والخبرات وتطوير العمل بالجمعيات.
- وقَّعت جمعية البر الخيرية بالرياض مؤخرًا عددًا من الاتفاقيات مع معاهد متخصصة في التأهيل والتدريب.. حدِّثنا عن هذه الاتفاقيات؟
* تعمل الجمعية حاليًا على إبرام اتفاقيات تفاهم بدون أعباء مالية مع الجامعات السعودية ومراكز التدريب والبحوث في القطاع الخاص بتطوير قدرات الأبناء والبنات داخل الأُسر المستفيدة بمختلف المجالات النافعة لهم، وتأهيلهم للسوق من خلال الجهات المانحة، وذلك في إطار برنامج الشراكة المجتمعية. وتأتي هذه الاتفاقيات لتواكب رؤية المملكة 2030 وبرنامج التحول الوطني 2020، اللذين من أبرز أهدافهما تدريب وتأهيل الشباب السعودي للعمل في القطاعين الحكومي والخاص، وتسهيل الصعاب أمامهم.
- ما أهم الأدوات والوسائل التي تتخذها الجمعية للتواصل والتفاعل مع المجتمع لتعريفه بأهدافها المنشودة وخدماتها الجليلة؟
* الجمعية تنفِّذ العديد من الأعمال من أجل التواصل والتفاعل مع المجتمع السعودي، وتعرِّف المحسنين بمشاريعها الخيرية التي تتطلب الدعم، وكذلك تعرِّف المحتاجين بالخدمات الجليلة التي تقدمها الجمعية. ومن تلك الأعمال المشاركة والوجود في المؤتمرات والفعاليات الجماهيرية الكبرى في المملكة، مثل الجنادرية، ومهرجانات التسوق، والإعلام بمختلف وسائله (المقروءة، والمسموعة، والمرئية) وشبكات التواصل الاجتماعي حتى أصبحت - ولله الحمد - جمعية البر الخيرية معروفة لمعظم سكان الرياض.
- تضطلع الجمعية بدور مهم في دعم الشباب المقبلين على الزواج.. ما أبرز جهود الجمعية في هذا الشأن؟
* بكل تأكيد تقوم الجمعية بدور مهم في دعم الشباب المقبلين على الزواج؛ وذلك تماشيًا مع توجهات القيادة بالاهتمام بالمواطن بمختلف شرائحه. ويأتي مشروع دعم الزواج انطلاقًا من الشعور بأهمية التكاتف والتعاون في جميع المجالات الاجتماعية لمساعدة الشباب على الزواج، والوقوف معهم ودعمهم. وقد أثمرت هذه الأهداف مساعدة عدد من الشباب على الزواج بحمد الله وتوفيقه. وتدعم الجمعية مشروع الشيخ عبد العزيز بن باز لمساعدة الشباب على الزواج من خلال تقديم إعانات الزواج، أو متابعة المجال الاجتماعي والخدمة الاجتماعية التي تعنى بالإصلاح الأسري، وذلك بتقديم الدورات والاستشارات للراغبين في الزواج، وتقديم العون للشباب لتخفيف أعباء الزواج، والإسهام في توعية المجتمع بأهمية مساعدة الشباب على الزواج، وتوعية المجتمع بأهمية الزواجات الجماعية لتخفيف تكاليف الزواج، وفتح المجال لرجال الأعمال للمساهمة في هذا المشروع الخيري الكبير لخدمة أبناء وبنات الوطن.
- كيف تقوم الجمعية بتحديد عمر المستفيد من خدماتها؟ وما الآلية التي تتبعها الجمعية في هذا الشأن؟
* تولي الجمعية البحث الاجتماعي أهمية كبرى، ومن خلاله يتم تحديد مدى حاجة الأسر المتقدمة للتسجيل للمساعدة، وكذلك أهمية أن تكون الضوابط والآليات المنظمة لهذا العمل موحدة بين جميع فروع الجمعية، وبما يتناسب مع الظروف المعيشية الحالية. فقد قامت الأمانة العامة بتشكيل فريق عمل متكامل من جميع الفروع لإعداد لائحة شاملة لعمل البحث الاجتماعي؛ إذ عكف الفريق بإشراف مباشر من الأمانة العامة على دراسة البحث الاجتماعي القائم في الفروع دراسة دقيقة، واستعرض المعوقات التي تواجه عمل البحث الاجتماعي، وسبل تذليلها، إضافة إلى مقارنة تقييم الأسر المعمول به حاليًا مع واقع الظروف المعيشية المتغيرة.
- لا شك أن الإعلام قوة مؤثرة في صناعة القرار ودعم مختلف الأعمال التي تهم المجتمع.. كيف تنظرون إلى دور الإعلام في إبراز العمل الخيري بالمملكة؟
* بكل تأكيد يقوم الإعلام بدور مؤثر جدًّا في إبراز العمل الخيري؛ ولذلك نتمنى المزيد من الدعم الإعلامي للأعمال الخيرية في المملكة. ويسرني بهذه المناسبة أن أشكر جريدة «الجزيرة» على تواصلها ودعمها لبرامج الجمعية؛ فهي سبَّاقة وموجودة دائمًا في كل الأعمال الخيرية بالمملكة. وأتمنى أن يحذو الإعلام حذوها في هذا الشأن.
- هل يوجد لدى الجمعية مصادر دخل أخرى غير التبرعات؟
* تسعى الجمعية إلى إقامة أوقاف خيرية استثمارية للفروع؛ لكي تستطيع تحقيق أهدافها التي رسمت لها؛ إذ تم خلال الفترة الوجيزة الماضية توقيع عقد إنشاء الوقف الخيري لفرع معكال والشميسي برعاية سمو أمير منطقة الرياض، وكذلك تم تنفيذ المبنى الإداري لفرع العريجاء، والعمل على إنشاء الوقف الخيري التابع له. كما تسعى الجمعية إلى دعم الفروع لإنشاء مبانٍ إدارية وأوقاف استثمارية، يعود ريعها لفروع الجمعية.