سعد الدوسري
بعد اجتياح قوات النظام العراقي للكويت، أغسطس 90، وبعد تهديدها لأمن المملكة، تسابق شبابنا للتطوع في السلك العسكري، دفاعاً عن بلادهم.
ولقد كان هذا المشهد، من أوائل المشاهد التي أثبتت بالأفعال وليس بالأقوال والقصائد، أن روح الوطن الحقيقية هي هم، هي فداؤهم لبلادهم بأغلى ما يملكون.
لقد أسهم الشباب المنخرطون في برنامج التطوع الذي طرحته القوات السعودية آنذاك، في حماية الأمن الداخلي وفي حراسة المنشآت، وكان لهم دور بارز في مساندة أجهزة الأمن الداخلي في تلك الأزمة التي هزّتْ العالم أجمع، وجعلته يتحالف لنصرة شعب الكويت وشعب المملكة.
وكانت محصلة هذه التجربة لدى شبابنا، أن الوطن هو الرئة التي يتنفسون بها، وأن الهواء الفاسد يجب ألا يقترب منها.
لقد كانوا بحجم التحدي، خاذلين بذلك من كانوا يراهنون على أن نتائج تجنيدهم ستكون سلبية، ومُنْهينَ الحوار الطويل حول هذا الأمر، لصالحهم.
اليوم، وبعد 27 سنة، تعيش المملكة أزمة سياسية، ندعو الله أن تكون عابرة، وبسببها بدأ الفتيان والشباب، يظهرون حماسة للدفاع عن كل ما يقال وينشر عن بلادهم. وهنا، يجب على الآباء والأمهات أن يتحاوروا مع أبنائهم، على أساس أن بلادهم ضحت بالغالي والنفيس، من أجل وحدة واستقرار وأمن الخليج، وليس هناك من دليل أوضح من وقفتِها مع شعب وحكومة الكويت في محنتهم عام 90، ودفعِها لأثمان باهظة لقاء هذا الموقف.
يجب على أولياء الأمور أن يتحاوروا مع أبنائهم ليجعلوهم يتمسكون بالأمل بأن يظهر الله الحق، ويُبطل كل المؤامرات التي تحاك ضد بلادهم، من قبل أولئك القلة، المرتمين في أحضان الوهم المدمر، والذين سيزولون لا محالة، ليعود الخليج مستقراً، بأهله الأشقاء.