ناصر الصِرامي
أخبرني معارض سوري بارز، أن ما يسمى بـ«الأمير الوالد»، حاكم قطر السابق والممسك بالقرار إلى اليوم، المنقلب على أبيه، حمد بن خليفة ال ثاني،كان وإلى ما قبل اندلاع الثورة او الفوضى السورية، وبشكل مستمر وبرفقة حرمه موزة المسند، كان يزور الشام بشكل شبه أسبوعي، وكانت تربطهما علاقة خاصة أو ربما استثنائية ببشار الأسد وحرمه. إضافة إلى مليارات الريالات القطرية التي استثمرها هناك.
سياسيا، منحت سوريا حمد فرصة تصدر مشهد الأحداث بدعوة الزعماء اللبنانيين إلى «مؤتمر الحوار الوطني» في الدوحة، ولتمنحه دورا سياسيا يسعى إليه منذ الانقلاب القطرى، دور يفوق إمكانياته الجغرافية، كما الذهنية للقيادة القطرية.
علاقة متينة مع محور دمشق سعت إليها قطر، لكن نوايا النظام في الدوحة لا تتبدل، الانقلاب والغدر بالأصدقاء أصبحت عادة راسخة على ما يبدو، مع اندلاع ما سمى بالثورة السورية، حزم السفير القطري أمتعته وغادر عاصمة الأمويين وترك كل المليارات القطرية، ودون أن يبلغ حتى وزارة الخارجية السورية، وتحولت الدوحة من موقع الصديق إلى موقع المحرض والداعم والممول للجماعات الإرهابية هناك حتى اللحظة.
تابعنا التسجيلات المسربة للمكالمات الهاتفية لحمد بن خليفة وراس حربته حمد بن جاسم مع الرئيس الليبي معمر القذافي حينها، التسجيلات وما حملته من تفاصيل لمؤامرة على المملكة العربية السعودية والرغبة في تقسيمها، تؤكد عمق الأزمة الخليجية مع الدوحة، كما تؤكد عمق العلاقة التي كانت تجمعهم، وبالتالي عمق المؤامرة أيضا.
نشر المستشار في الديوان الملكي السعودي والمشرف العام على مركز الدراسات والشؤون الإعلامية سعود القحطاني أحداث قصة تآمر الرئيس الليبي السابق معمر القذافي وأمير قطر السابق حمد بن خليفة لاغتيال خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز -رحمه الله.
قدم القحطاني في تدويناته حكاية المؤامرة التى بدأت عام 2003، عندما تطاول معمر القذافي على السعودية والملك فهد فرد عليه الأمير عبد الله - ولي العهد آنذاك - بشدة، حيث أوضح برده القاسي تاريخ القذافي ودور الغرب بإيصاله للحكم.
أضاف سعود: «جن جنون القذافي وتواصل مع المنشقين السعوديين وخاصة المقيمين بلندن فلم يتفاعلوا معه لاتفاقهم مع أمير قطر حمد بن خليفة بالعمل لصالحه»، ثم «طلب القذافي منه مساعدته في الانتقام من الأمير عبد الله وأبدى حمد استعداده لذلك فاتفقا على عقد اجتماع بين مخابرات الدولتين بالدوحة لحبك المؤامرة.
لكن للغدر بقية، فقد كشف محمد رشيد مستشار الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، عن مكالمة هاتفية جرت بين الراحل معمر القذافي، وحاكم قطر حمد بن خليفة آل ثان حول تونس، ودوافع الأمير حمد لتدميرها. وأكد رشيد عبر تويتر، أن العقيد معمر القذافى عنف الأمير حمد فى المكالمة، مطالبًا بترك تونس لأهلها، بدلاً من تحطيم الاقتصاد ونشرالإرهاب، موضحًا أن الرد على القذافى جاء فى الليلة نفسها عبر تميم مبلغًا سيف الإسلام القذافى، أن الدور على ليبيا وملفها أصبح جاهزًا والبديل «الإخوان».!
وأكد المستشار الفلسطيني « أن قتل القذافى ونجله المعتصم بعد أسرهما لم يكن فورة هياج ولا انتقام بل قرار نُفِذ لإطفاء أسرار كثيرة وخطيرة، مؤكدًا أن إخوان ليبيا قتلوا القذافى، قتلوا وحرقوا الشهيد عبدالفتاح يونس، وقتلوا السفير الأمريكى، وخسروا 3 اختبارات انتخابية فقرروا قتل ليبيا. وذلك كله بدعم قطرى إعلامي ومادي وعسكري معلن.
في يناير 2012 زار أمير قطر موريتانيا استقبله الرئيس الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز بحفاوة بالغة عند وصوله للبلاد، طالبه حمد بإحداث إصلاحات ديمقراطية في البلاد، وإصلاح اقتصادي، وتقريب التيار الإسلامي الإخواني والتشاور معه.
رد ولد عبد العزيزبانتقاد السياسة القطرية «تصدير الثورة» وتوجيه قناة الجزيرة للتأليب والتحريض ضد الأنظمة العربية، واعتبر أن نصيحة حمد له تدخل صرف في الشئون الداخلية. بعدها مباشرة قام الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز بطرد أمير قطر، ليغادر دون أى وداع رسمي!
الخيانة والتآمر والإرهاب أول المبادىء العميقة لدى «جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية، وليست قطرية أبداً- لكن تبنتها القيادة في الدوحة بكل تفاصيلها من الخليج للمحيط... يا قطر!