د.عبدالمحسن بن وني الضويان
تخيل لو أن طفلاً أو رجلاً قاصرًا جمع حوله أسلحة أو متفجرات يعبث بها غير مدرك لخطرها وما قد تسببه من أضرار كارثية تودي بحياته وحياة من حوله، إذا لم يتصرف عاقل ويبعد هذه الأخطار من أمام ناقص العقل هذا فمن المؤكد أن الكارثة واقعة لا محالة، ومع الأسف بعض الدول تتصرف في مصائر أبنائها كتصرف القاصر وتورد شعبها المهالك وتدخله في حروب وصراعات تقضي على الموارد، بل ينعدم الاستقرار وقد يتمزق الوطن ويدخل في دوامة العنف والتشظي.
ويكون مصير الشعوب إما الذل والهوان أو ترك الديار واللجوء إلى بلدان أخرى ويكتوي بنار الغربة والفاقة.
والأمثلة على هذا الواقع المؤلم كثيرة وقديمة قدم التاريخ وحديثة نشاهدها في وسائل الإعلام المختلفة وأقرب مثال هم المهاجرون من بلدانهم لانعدام الأمن والعيش الكريم فيها.
تشحنهم عصابات التهجير في قوارب بدائية بالمئات فيتعرضون في أغلب الأحيان إلى الموت غرقًا وأن أسعدهم الحظ يتم إنقاذهم وإعادتهم إلى بلادهم.
لكن لو كان الوضع في بلدانهم يحتمل لما اضطروا لمثل هذه الهجرة المهينة الخطرة.. الشيء المؤلم أن كثيرًا ممن يحاولون الهرب من بلادهم ما كان يخطر ببالهم الهجرة، ولكن تعرضت بلدانهم إلى حروب ونزاعات والمؤلم أكثر أن سوء تصرف حكوماتهم ورعونتها قاد إلى ذلك.
دخلت حكوماتهم في حروب مع شعوبها واستخدمت الحكومات أشد أنواع الأسلحة فتكًا لاذلال شعبها فاسقطت آلاف البراميل المتفجرة من طائراتها على الجميع دون تمييز فالكل يقتل؛ شيوخًا ونساءً وأطفالاً، كما استخدمت أسلحة محرمة دوليًا مثل القنابل العنقودية، بل أفظع منها الأسلحة الكيميائية لكن ذلك لم يشف غليلها فاستعانت بالدولة المارقة العدوانية إيران فأمعنت بالشعوب تقتيلاً وتمزيقًا، بل إنها استعانت بمخالب حزب الله والمرتزقة من العراق وأفغانستان وغيرها يقتلون على الهوية والمذهبية والطائفية، والآن بعد أن استعرضنا هذا الوضع المعروف للجميع، نحن أمام وضع أشد غرابة، ووضع لا يصدق لكنه واقع، فحكومة قطر بدلاً من أن تعالج المشكلة التي قطعت ثلاث دول خليجية ومصر علاقاتها معها لأسباب واضحة وضرورية ومطالب محددة هي في مصلحة قطر قبل غيرها بدلاً أن تستجيب لذلك وتنهي الوضع المتأزم بينها وبين الدول التي قاطعتها عاندت واتجهت صوب عدو الجميع إيران تطلب العون لحل مشكلتها ولتكون حليفًا بدلاً من المملكة والإمارات والبحرين ومصر، سبحان الله هذا هو عمى البصر والبصيرة، فكيف يمكن لإيران أن تكون صديقًا مخلصًا، أما ترى قطر ما فعلته إيران بالعراق وسوريا ولبنان واليمن؟ هل تريد قطر أن تكون الدوحة العاصمة الخامسة التي تستولي عليها إيران وتدخلها في دوامة العنف والصراع؟ ألم يخطر ببال حكومة قطر أن إيران ستعمل على إنشاء حزب الله قطري على غرار سيء الذكر حزب الله اللبناني الذي عطل الحياة السياسية في لبنان وأصبح دولة داخل دولة؟ من المؤكد أن إيران لن تقبل بأقل من ذلك بل ستمد الحزب الجديد بجميع الأسلحة وسيحاول الحزب أن ينشر الخراب والدمار وزعزعة الأمن والاستقرار ليس في قطر وحدها بل في جميع دول الخليج لو أتيحت له الفرصة وها هي قطر تقدم لإيران هذه الخدمة على طبق من ذهب. أيها الإخوة في قطر حكومتكم لا تقدر العواقب فأوقفوها قبل أن يحل عليكم الطوفان الصفوي..كفانا الله جميعًا شره.