الجزيرة - جواهر الدهيم:
أقامت جمعية الإرادة لدى الموهوبين والموهوبات من ذوي الإعاقة "حفل إفطار خيري" في قاعة "شيراتون" بجدة بحضور عدد من رجال الأعمال ومشاهير المجتمع السعودي، لذوي الاحتياجات الخاصة، حيث أكدوا خلال هذا الحفل على أن الإعاقة الحقيقية هي إعاقة الفكر لا إعاقة الجسد، وطالبوا بزيادة تفعيل دورهم في المجتمع، والاهتمام بهم خاصة على مستوى الإعلام.
وقد حظي حفل الإفطار بحضور لافت من جانب مشاهير المجتمع السعودي من رجال أعمال وإعلاميين وفنانين ورياضيين ونجوم مواقع التواصل الاجتماعي، ومن بينهم أعضاء شرف نادي الاتحاد: أنمار الحايلي, وعبدالله شرف الدين, ورجل الأعمال عقيل منشي, والمحامي خالد أبو راشد, والشقيقان نايف وإبراهيم هزازي، والفنان فارس المدني, والفنان علي عويس, والإعلامية أميرة عباس, والفنانة إسراء عماد, والإعلامية شادية عبدالعزيز, ومصممة الأزياء شيرين رفيع.
وافتتح الحفل الذي قدمه الإعلامي عادل بارباع بتلاوة عطرة لآيات الذكر الحكيم تلاها القارئ الشيخ سهل ياسين ، حيث قررت "جمعية الإرادة لدى الموهوبين والموهوبات من ذوي الإعاقة" إقامته سنويًا اعتبارًا من هذا العام، على أن يتواصل في الأعوام المقبلة بمشاركة مشاهير المجتمع والموهوبين والموهوبات من أعضاء الجمعية، بهدف كسر العزلة المجتمعية وتصحيح الصورة الخاطئة عن هذه الفئة والتي مازال كثيرون ينظرون إليها باعتبارها ضعيفة ومعطِّلة للمجتمع.
وتعد الجمعية هي الأولى من نوعها على مستوى العالم في الاهتمام بشؤون الموهوبين والموهوبات من ذوي الاحتياجات الخاصة والعمل على تمكينهم على شتى المستويات.
وأكد عضو شرف نادي الاتحاد أنمار الحايلي أن مشاركته في حفل الإفطار جاءت انعكاسا لواجبه الإنساني والاجتماعي نحو هذه الفئة التي تعرضت كثيرًا للتهميش والظلم خاصة على مستوى الإعلام.
وأضاف أنه التقى بعديد من النماذج لأشخاص موهوبين من ذوي الاحتياجات الخاصة تمحو الصورة السلبية المختزنة لدى البعض، موضحًا أنهم يمتلكون من الإرادة والعزيمة والإصرار ما لا يمتلكه كثير من الشباب الأصحاء.
وطالب الحايلي الإعلام بالاقتراب من "رموز التحدي" و"صناع المستحيل" لإلقاء الضوء على عديد من النماذج التي انتصرت على إعاقتها وأعطت درسًا قويًا لغيرهم من أصحاء الجسد معوقي الفكر!.
بينما عبر عضو شرف نادي الاتحاد عبدالله شرف الدين عن سعادته بالتواجد في حفل إفطار الإرادة، معتبرًا أن هذه المشاركة واجب يمليه عليه ضميره نحو إخوانه من ذوي الاحتياجات الخاصة، مؤكدًا أنه تشرف بلقاء عديد من الموهوبين والموهوبات من أبناء هذه الفئة وعلى رأسهم الدكتور عمار بوقس الذي صار مضرب المثل في الإرادة والانتصار على المستحيل.
أما الكابتن نايف هزازي "لاعب نادي النصر" فأكد أنه شعر بالفخر والاعتزاز وهو يجلس على مائدة الإفطار جنبًا إلى جنب مع الموهوبين من ذوي الاحتياجات الخاصة، موضحًا ذلك بأنه وجد لديهم قوة عزيمة وإرادة كبيرتين، وهما ما ينقص كثير من الشباب الأصحاء لتحقيق ذواتهم.
وطالب بإعادة اكتشاف هؤلاء الموهوبين والموهوبات والاستفادة من قدراتهم وطاقاتهم وإبداعاتهم مجتمعيًا، ومن ثم إفادتهم على المستوى الشخصي، مشيدًا في الوقت ذاته بفكرة الجمعية، والتي تعد الأولى من نوعها على مستوى العالم.
بدورها، وجهت مصممة الأزياء السعودية شيرين رفيع الشكر إلى الدكتور عمار بوقس على عقد هذه المناسبة التي وصفتها بالرائعة، مؤكدة أنها على المستوى الإنساني شعرت بسعادة غريبة وهي تستمع إلى آراء وأفكار الموهوبين والموهوبات الذين شاركوا في حفل الإفطار من ذوي الاحتياجات الخاصة.
وأضافت أن المجتمع ينبغي أن يكون أكثر حرصًا على الاستفادة من هذه الطاقات الكامنة والتي يمكنها أن تسهم في رفعة الوطن، في إطار الرؤية الوطنية 2030.
إلى ذلك، توجه د.عمار بوقس رئيس مجلس إدارة الجمعية، بالشكر إلى جميع الحضور سواء من رجال الأعمال ومشاهير المجتمع أو من أعضاء مجلس إدارة الجمعية، مؤكدًا على أن هذا اللقاء مناسبة طيبة اختلطت فيها معاني الإرادة بأسمى معاني الجود والوفاء، مؤكدًا أن هذا الزخم الكبير يأتي تأكيداً على تغير النظرة السلبية المأخوذة عن ذوي الإعاقة.
وأشار بوقس إلى أن الجمعية الفريدة من نوعها في فكرتها وأهدافها تسعى لصناعة جيل مبدع من ذوي الاحتياجات الخاصة بكافة شرائحه ومختلف أصنافه لتثبت للعالم أجمع أن الإعاقة الحقيقية هي إعاقة الفكر، وليست إعاقة الجسد، حيث تتواصل الجمعية مع الموهوبين والموهوبات من ذوي الإعاقة وتقدم لهم جميع أشكال الدعم وتعمل على تأهيلهم ليصبحوا نماذج مضيئة يقتدي بها الأصحاء قبل أقرانهم من ذوي الإعاقة.
وأشار بوقس - الذي يلقب بـ"قاهر المستحيل" - إلى أن الجمعية تتبنى مجموعة من الأهداف تتضمن الكشف عن المواهب المدفونة لدى ذوي الإعاقة في المجتمع واستقطابها وتقديم كل ما تحتاج إليه من دعم مادي ومعنوي وتأهيلي من خلال عديد من الدورات التدريبية وورش العمل والندوات والمؤتمرات التي من شأنها صقل مواهبهم وتنميتها، ومن ثم توفير الفرص الوظيفية المناسبة لهم، وتسليط الضوء عليهم إعلاميًا وتسويقيًا واجتماعيًا.