إبراهيم الطاسان
الثعلب معروف بالمكر، والمراوغة، ومع هذه الميزات يتصف بالضعف، ونتيجة لضعفه نجد أن صيده الفئران البرية والجرابيع وضعاف الطير. فماذا ترك للثعلب معالي وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني عندما قال أمس الاثنين 24 رمضان أن قطر مستعدة للحوار والتفاوض إلا في سياستها الخارجية وقناة الجزيرة. هل في ذهن الشيخ أن الدول العربية المقاطعة لحكومته قاطعتها لتمارس ضغطا عليها للتحاور حول تجنيس اللاعبين الذين يقفون كالصم البكم عند عزف السلام الأميري؟ أم يحاورونكم حول نسبة زيادة عدد سكان الإمارة بالتجنيس؟ أم حول كيف حصلتم على حق إقامة كأس العالم لعام 2022م مع عدم توفر مقومات إقامة البطولة؟ إن لم تكن سياستكم الخارجية التي تكشفت سوءاتها عن ما في صدور ساستها من خذلان للقريب والطعن من الخلف للشقيق، سيحاوركم عن دخول القوات التركية رغم الحصار المزعوم فقد وجدت القوات التركية وربما الإيرانية منفذا للدخول!! فإن كان هذا الاستدعاء للقوات التركية حق سيادي لكم، فحق مكفول ما لم يهدد أمنهم واستقرارهم، فلن يحاوركم فيه، وهم الأقدر على تقييم نتائج وجود هذه القوات في قطر. وليتكم يا شيخ محمد أعلنتوا نواياكم وتواطؤكم وتدابيركم الخفية مع الغير كما أعلنتم بصراحة استدعاء القوات التركية. لهان علينا الأمر. ولقلنا ما نسب لنابليون (اللهم أكفني شر صديقي أما عدوي فأنا كفيل به) مع إيماننا أنه لا يصح الاتكال إلا على الله وحده، لأن الإنسان بِحاجة إلى أن يسأل الله أن لا يَكِله إلى نفسه طرفة عين. لكن سياق الموضوع حسن الإتيان بما قاله نابليون في هذا الموقع. أما وقد بدا سوء ما أخفيتم وإليه اتجهتم وبه عملتم، فليس بمحظور على دول الخليج وغيرها ممن نالهم أذاكم، إن لم تفيقوا بأن يلزموكم بما يجنب أوطانهم أذاكم ودسائسكم خارجية أو داخلية. فلم يعد إغلاق قنوات الجزيرة، وترشيد السياسة الخارجية القطرية ضمانة كافية، قطر ليست من جزر الواق واق، قطر جزء من جغرافية وتاريخ وشعب الجزيرة العربية وليس وجود قوات تركية أو إيرانية في قطر شأن سيادي بل إقليمي بحت بعدما انكشف الغطاء عن سوء النوايا القطرية. لا أتخيل أن مواطنا خليجيا واحدا يملك مقدار ذرة من الوطنية، يؤمل بحسن نية حكام قطر. فالطبع في البشر يغلب التطبع.. أما المراوغة والتحايل كما يتحايل الثعلب بتمثيل الموت عندما يتعذر عليه الهروب من العقاب المنقض، فلا ينجي من النتيجة، كا لم تنج المخادعة الثعلب من الالتهام.