مها محمد الشريف
هناك العديد من الميزات التي تنفرد بها المملكة دون غيرها من دول العالم، ولهذه الميزات صفات العمق الزمني والديمومة، فهذه الأرض منبع الإسلام منذ ألف وأربع مئة عام. أرض الحضارات البشرية والرسالات السماوية، وقبلة المسلمين في كل مكان ومهوى أفئدتهم، ويقصدها الملايين من المسلمين على مدار العام من كل أنحاء العالم، أرض القداسة والطهر لكل قلب طاهر.. وهي بالمعنى الحضاري ذات موقع استراتيجي وأهميتها العظمى في التاريخ وفي الجغرافيا. ولها ثروتها النفطية والمعدنية..
ولأنها دولة حباها الله قدسية لا تشبهها أرض وأغدق عليها من فضله وإحسانه الكثير من الخيرات والثروات والموارد البشرية المميزة، ما فتئ الحاقدون يكيدون لها، ويتآمرون عليها تحت جنح الليل، واليوم في وضح النهار، يستجمعون عناصر كرههم، وخيوط مؤامراتهم بأيدي الفرس واليهود، يناصرهم العلمانيون ويشدون من أزرهم ويقدمون لهم العروض الكبيرة والخدمات العسكرية، لتحقيق تعاون أوسع وأعمق قدر الإمكان.. ومن المؤسف والمخزي أن بؤرتها قد بدأت على أرض قطر وكتبت سيناريوهاتها أقلام غريبة ومأجورة، وبدأ تنفيذ المسرحيات، فهذا الإيراني يعرض وعزمي بشارة يقوم بدور البطولة وحكام قطر يحتفلون بهذا العرض الكبير ويترقبون أحداث الفصل الأخير..
لقد بدأوا عرض مسرحيتهم الهاملتية من صفحات الروايات إلى مداد الواقع، فأمير الدانمارك الذي يظهر له شبح أبيه الملك (اسمه هاملت أيضاً) في ليلة ويطلب منه الانتقام لمقتله، وينجح هاملت في نهاية الأمر بعد تصفية العائلة في سلسلة تراجيدية من الأحداث، ويصاب هو نفسه بجرح قاتل من سيف مسموم..
تكمن مشكلته في التأكد من حقيقة الشبح، هل هو أبوه بالفعل يطلب الانتقام أم شيطان ماكر تهيأ في صورة أبيه، ومن حقيقة مصرع أبيه على يد عمه (كلوديوس) الملك الحالي للدانمارك الذي تزوج أمه (جرترود)، وهي الزيجة التي كانت تعتبر آثمة وغير شرعية في زمن شكسبير وتموت أوفيليا حزينة مكلومة، بعد أن يصيبها الجنون بأن أغرقت نفسها بعد مصرع أبيها على يد هاملت بالخطأ، بعد أن كان يتنصت متخفياً خلف أستار على حوار بين هاملت وأمه حول مقتل أبيه وزواجها الآثم من عمه الملك الحالي، ثم كان يريد أخو أوفيليا بمحاربة هاملت للانتقام منه لأجل أخته وأبيه، فقاتلا أمام كولوديوس ففرح وأمام الجميع فقام عمه بإعطاء كأس فيه مشروب لذيذ للفائز ووضع فيه السم، لأنه يعرف أن هاملت سوف يفوز.
لكم الله شعب قطر العزيز يعيش وهم كبير تسوّق له حكومته، وتاريخ مليء بالمغامرات والانقلابات، وستنتهي المسرحية بجملة من الأحداث تموت جرترود (جزاء على علاقتها الآثمة)، بعد أن شربت بالخطأ نبيذاً مسموماً وضع أساساً ليشربه هاملت، فقام هاملت بعد فوزه بقتل عمه فقطع ذراعيه ووضع السم في فم عمه.
وهاملت يجرحه لارتيس أثناء استراحة المبارزة بينهما غدراً لعلمه مسبقاً بأنّ السيف مسموم، بحسب اتفاق كلوديوس مع لارتيس على تصفية هاملت نهائياً.
وهكذا فالأهداف المشتركة بحاجة إلى شيء من الإيقاظ من السبات العميق، خشية غدر حلفائها الإيرانيين والأتراك واليهود وصب السم في العسل، ثم يأتي الفصل الأخير متناقضاً وغريباً مع التطورات السياسية والأوضاع المأساوية، ويفقد القائد السيطرة بمعول البطل المرتزق وتنتهي قطر الصغيرة إلى بوابة مشرعة على الخليج.