د. عبدالرحمن الشلاش
بعد مضي أسبوعين من قطع العلاقة مع قطر يحق لنا أن نطرح هذا السؤال المهم: ماذا خسرت قطر؟ ثم نجيب عليه بموضوعية، من خلال حقائق جلية ومن مصادر موثوقة، كي نضع الجميع أمام ما يجري، وخاصة المواطن القطري الذي يبدو أنه مغيب وتمارس عليه الآلة الإعلامية التضليل والكذب، وتهون عليه وطأة التبعات المريرة من واقع فقد الدوحة لعلاقاتها مع أكثر من دولة خليجية وعربية، إضافة للخسائر الاقتصادية والاجتماعية .
عندما انقضت المهلة المحددة بـ14 يوماً وأغلقت أبواب الحدود مع الجارة قطر بدت الحدود خاوية على عروشها تصفر فيها الرياح، فقد أغلقت أبواب البيت القطري تماماً بالضبة والمفتاح، ولم يعد هناك أي منفذ بري آخر لسكان هذه الدولة الصغيرة . بقيت فقط المنافذ الجوية المكلفة والبحرية الشاقة والمتعبة.
هذه الخسائر رغم مرارتها على الشعب القطري ليست هي الوحيدة بل هي غيض من فيض، فعلاوة على خسارة قطر لعلاقاتها مع شقيقاتها في الخليج وفي مقدمتها الشقيقة الكبرى السعودية والإمارات والبحرين، إضافة لقطع مجموعة من الدول العربية لعلاقاتها مع الدوحة وفي مقدمتها الدولة العربية الكبرى مصر، فقد خسرت ما تبقى لها من مصداقية ضئيلة ومحدودة، حيث تتابعت الأحداث لتكشف المزيد من فضائح النظام القطري وضلوعه في محاولة اغتيال الملك عبد الله يرحمه الله، وتحريض الثوار في البحرين, ودعم الثورات العربية, والأيام القادمة كفيلة بكشف المزيد من المؤامرات والجرائم, فأي خسائر أكبر وأعظم من ذلك وفي مدة وجيزة؟
في الجانب الاجتماعي خسر مواطنو قطر علاقاتهم مع جيرانهم والسوق السعودية التي كانت مصدر تموين رئيس لهم , والمراعي السعودية، حيث كانت آلاف من الإبل والماشية ترعى العشب داخل الأراضي السعودية حيث انعدام الكلأ والمرعى في أراضي قطر شديدة الملوحة!
في الجانب الاقتصادي كانت الخسائر أكثر وجعاً، حيث من المتوقع أن تبلغ الخسائر 35 مليار ريال, و60 مليار ريال انخفاض ودائع البنوك القطرية في دول الخليج, و1.8سنت هبوط السندات الدولارية لقطر استحقاق 2026م, و2.6 مليار ريال متوسط خسائر البورصة القطرية لكل ساعة تداول, و40% تراجع الاقتراض, و30% تراجع السيولة, وإغلاق مصنعين لإنتاج الهليوم عدا خسائر الشركات والسياحة القطرية وتوقعات بتضخم وارتفاع مجنون للأسعار نتيجة إغلاق المنفذ البري «المصدر: تقارير وكالة بلومبيرج».
بمقابل ماذا كل هذه الخسائر؟ هل هو العناد والإصرار على عدم تنفيذ الشروط ومن أجل من؟ من أجل طموحات مجنونة وتدخلات في شئون الغير, ومؤامرات وخيانات ودعم لجماعات من الإرهابيين والمرتزقة, هذا السبيل سيقود قطر إلى واقع أسوأ!