سمر المقرن
تمكّن الأمير محمد بن سلمان من لفت أنظار العالم في فترة قصيرة، منذ أن تقلّد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز مقعد الحكم، والعالم كلّه ليس لديه سيرة سوى عن هذا الشاب الذي اختاره والده ليأخذ هذه المواقع السياسية والاقتصادية المصيرية في البلد. لم تطل مدة الاستفهامات حوله، فقد أجاب مبكراً بأفعاله ونظرته ورؤيته للمستقبل، ومخططاته لهذا البلد على المدى القصير والبعيد، وأدرك الناس سبب اختيار والده له ليكون اليوم رجل الدولة الأول بعد خادم الحرمين الشريفين أطال الله في عمره.
كسر الأمير محمد بن سلمان النظرة التقليدية بخروجه إلى الناس عبر وسائل الإعلام وصراحته وحديثه المباشر الذي لا يحتمل أي تأويلات، سواء كان هذا في العلاقات الخارجية للمملكة أو في التنظيمات الداخلية لجميع القطاعات. كسر أيضاً النظرة التقليدية بخروجه مع أصحاب وسائل التواصل الاجتماعي واهتمامه بهذا المجال، لأنه شاب ويدرك معنى وأهمية هذه الوسائط وجمهورها وتأثيرها.
أعود إلى المخططات التي يعمل عليها ليل نهار وهي ما منحت الناس الشعور بالأمان من المستقبل، هذه الأفكار التي يقدمها الأمير محمد بن سلمان أظهرت المملكة بشكل جديد سواء على المستوى المحلي أو الخارجي، لأن أفكار الشباب هي ذات الأولوية ونظرة الشباب للاحتياجات تحاكي من هم في أعمارهم وتلبيها، والسعودية دولة شابة إذا ما نظرنا إلى نسبة الشباب لدينا والتي تفوق الـ50% من مجمل السكان.
مبايعة الأمير محمد بن سلمان لولاية العهد كانت حدثاً استثنائياً، خصوصاً وأن أول من بايعه هو الرجل الذي عشنا حياتنا ونحن نراه رجل الأمن الأول الأمير محمد بن نايف حفظه الله وأسعده في حياته الجديدة، كان مشهداً مهيباً في طياته حجم كبير من المحبة والأخوة، ويمنح كل سعودي الشعور بالأمان تجاه مستقبل هذا الوطن، الذي لا يرى فيه قادتنا سوى أن تستمر هذه الدولة ويبني مستقبلها الجيل بعد الجيل بحب وتراضٍ لا تدخل فيه مصالح شخصية ولا ترتفع فيه نبرة (الأنا) لأن الوطن هو الأهم، والمستقبل هو من هيأ خادم الحرمين الشريفين له الرجل القادر على إدارة المرحلة التاريخية الجديدة، فليس له منّا إلا الدعاء بالتوفيق والسداد، وأن يحفظهم لنا جميعاً ويديم علينا نعمة هذا الوطن الجميل .. وكل عام وعيدكم أمان واطمئنان.