د. زيد المحيميد
من المبادرات غير التقليدية في دولة الإمارات الشقيقة «مجلس الإمارات للشباب»، ذلك المجلس الذي يعمل على مشاريع استراتيجية لخدمة شباب الإمارات، والسعي الحثيث لتحقيق الريادة والتطور الإيجابي لشباب الإمارات وتطلعاتهم والتحديات التي يواجهونها بهدف الخروج بحلول علمية وأفكار ابتكارية. ويعزز هذا التوجه ما ذكره صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد بن مكتوم بقوله: الأوطان لا تبنى بالجهل والأموال، بل بسواعد أبنائها وبناتها المتعلمين بشتى أنواع العلوم والمعارف والبحوث.
وللشاعر إيليا أبو ماضي قصيدة الشباب أبو المعجزات، وذكر منها:
إذا أنا أكبرت شأن الشباب
فإن الشباب أبو المعجزات
غدًا لهم وغدًا فيهم
فيا أمس فاخر بما هو آت
ويا حبذا الأمهات اللواتي
يلدن النوابغ والنابغات
وتسعى التنمية الصلبة في الدول الذكية إلى الاهتمام بجوانب الشباب؛ ليكونوا أفردًا صالحين قادرين على تحقيق حاجاتهم وحاجات وطنهم ومجتمعهم عبر تفاعلهم الإيجابي، ووعيهم بمصالح بلدهم ومشاكله، فالاستثمار الحقيقي هو الاستثمار في قدرات الشباب وتنمية مواهبهم وقدراتهم وصقلها ودعمها.. فهي جسر حيوي للعبور إلى مصاف الدول الذكية.
وقد لاحظنا في الآونة الأخيرة وجود مبادرات غير تقليدية لشبابنا في مختلف الأصعدة، وهناك أيضًا مبادرات وطنية ومشاركة من مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي، ولكنها متفرقة، وليس بينهما رابط ومظلة وطنية ينطلقون منها، خاصة أن لدينا رؤية 2030 وما يتخللها من مبادرات وطنية غير تقليدية لبناء وطننا المعطاء، فضلاً عن الشباب الذين حصلوا على شهادات عليا من خارج المملكة، وما زالوا يبحثون عن عمل يناسب طموحاتهم وإمكانياتهم.
ومن هذا المنطلق أرى الموافقة بتشكيل «المجلس السعودي للشباب»، ويكون أعضاؤه نخبًا شبابية وطنية من الجنسين، ومن الكفاءات التي يعتز بها الجميع على مستوى المملكة - حفظها الله -؛ فالكفاءات والنخب الشبابية تيار متجدد في نهر الحياة. ومن أهداف المجلس:
1. بناء شراكات استراتيجية مع الجهات ذات العلاقة للوصول إلى فهم أفضل لنبض وتطلعات الشباب السعودي.
2. تقديم حلول وتوصيات ورفعها للجهات ذات العلاقة.
3. المبادرة في تشجيع الشباب الموهوبين واحتضانهم، والسعي إلى توفير الوظائف المناسبة لهم في الوزارات والجهات الحكومية ذات العلاقة.
4. السعي الحثيث والتواصل مع الجهات ذات العلاقة لتدريب الشباب من الجنسين تدريبًا احترافيًّا حسب متطلبات سوق العمل.
5. البحث عن المبادرات الناجحة العالمية للشباب ودراستها وتحليلها والاستفادة منها.
6. عقد ندوات ومؤتمرات محلية تحقق أهداف ورسالة المجلس.
7. الحفاظ على مكتسبات الوطن وإبراز تاريخه.
8. تعزيز الجانب الصحي والثقافي والاجتماعي.
9. الاهتمام بالمنتجات الوطنية والأسر المنتجة وتسويق المنتجات المحلية بشكل إبداعي واحترافي.
وإضافة إلى ما سبق، يكون للمجلس منصة إعلامية لعرض ومناقشة المواضيع والمستجدات التي لها علاقة بالشباب وتطلعاتهم، والتحديات التي يواجهونها في القطاعين الحكومي والخاص، ووسيلة وبوابة للشباب لتقديم أفكارهم ومبادراتهم الوطنية؛ فالشباب هم أمل الغد والمستقبل.