لقد قررت شريعتنا «البيعة» وأوجبتها نصوص الكتاب والسنة، فهي أصل من أصول الديانة، ومعلم من معالم المِلّة، يوجب الشرع التزامها والوفاء بها، لأنها أصل عقدي وواجب شرعي، يقول الإمام النووي: «وتنعقد الإمامة بالبيعة»، ويقول العلاّمة الكرماني: «المبايعة على الإسلام عبارة عن المعاقدة والمعاهدة عليه»، إنها لُحْمة على السمع والطاعة تنصّ، وعلى الإجلال والمحبَّة تحضُّ وتخصّ، إنها علاقة عَقَدِيَّة تعبدية تقوم على ركيزة إعلاء مصالح الدين ورفع صرح الشريعة، وإعلاء راية الحسبة، وتتجافى عن المصالح الذاتية، والمطامع الشخصية، والحبِّ المزعوم، والمديح الكاذب. لما لها من آثار في النفوس لهي صورة نموذجية من إعلان الولاء لقيادة المملكة العربية السعودية؛ خادم الحرمين الشريفين وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ليدل مبايعة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف له أولاً حباً ووفاءً، فبلادنا الغالية تعيش صورة نادرة من التلاحم في البيت الحاكم وبين الشعب والقيادة أثمرت وتثمر حباً وأمناً واستقراراً، وتأكيداً على نهج المؤسس الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه-، ومن بعده الملوك من أبنائه رحمهم الله إلى العهد الميمون عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز والذي من ملامح سياسته -حفظه الله- التأكيد على لُحمة الوطن السعودي وتحقيق الأمن والاستقرار في البلاد وفي العالم أجمع لما للملكة من ثقل عربي وعمق إسلامي عالمي.
ولعل إنجازات حكومة خادم الحرمين الشريفين وقراراته الصائبة سر الاهتمام الوطني والدولي تقديراً واعجاباً بها، انطلاقاً من مواقفه -حفظه الله- الموضوعية والعادلة مع كافة القضايا المحلية والعربية والإسلامية والدولية، وهو ما جسده فكره الواع وحراكه الدبلوماسي النشط الذي شهدته المملكة وعبرت عنه جولاته السياسية تأكيداً للدور المحوري التي تضطلع به المملكة كمرجعية سياسية وتاريخية فرضت نفسها على الأجندة الدولية.
وأخيراً: إن كل مواطن على أرضنا الغالية يبادل مليكهُ حباً بحب وعطاء بعطاء تجسد في الالتفاف حوله والاستجابة لدعواته، فلله الحمد والمنّة، يتسابقون للبيعة الشرعية لولاة أمرهم في قصر الصفا بمكة المكرمة بعد صلاة تراويح اليوم، وفقهم الله على كتاب الله -عز وجل- وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- بيعة شرعية مخلصة وولاءً صادقًا على السمع والطاعة بالمعروف في العسر واليسر والمنشط والمكره، امتثالاً لأمر الله -عزّ وجل- واستناداً بسنة رسوله عليه الصلاة والسلام، سائلين الله لهم العون والتأييد، والتوفيق والتسديد.
** **
- إبراهيم بن جلال فضلون
Ibrahim.glal@gmail.com