تركي بن ناصر الموح
أسّست الهيئة بأمر من الملك الراحل عبدالله بن عبد العزيز في 28 رمضان 1427 هـ الموافق 20 أكتوبر 2006، ونصّ الأمر الملكي على أن تتكوّن من أبناء الملك عبد العزيز أو أحفاده في بعض الحالات التي يحدّدها النظام، بالإضافة إلى اثنين يعيّنهما الملك، أحدهما من أبنائه والآخر من أبناء ولي العهد ، وتقوم عند وفاة الملك بالدعوة إلى مبايعة ولي العهد ملكًا على البلاد.
وحسب ما نص عليه نظام الهيئة، يقوم الملك بعد مبايعته وبعد التشاور مع أعضاء الهيئة باختيار من يراه مناسبًا لولاية العهد، على أن يعرض اختياره بعد ذلك على الهيئة لترشح واحدًا منهم، وفي حالة عدم ترشيحها لأي منهم فعلى الهيئة ترشيح من تراه مناسبًا لولاية العهد، وفي حالة عدم موافقة الملك على ترشيح الهيئة، تقوم الهيئة بعملية تصويت بين من رشحته ومن اختاره الملك، وتتم بعد ذلك تسمية الحاصل على أكثر الأصوات وليًا للعهد . وهذا ما حصل فجر يوم الأربعاء 26 رمضان 1438هـ للأمير محمد بن سلمان حيث تمت موافقة 31 عضوا من أصل 34 عضوا بأغلبية كما جاء في نص الأمر الملكي.
محمد بن سلمان هو وولي العهد الـ12 في تاريخ الدولة السعودية الثالثة، والثاني الذي يكون وليًا لعهد أبيه، حيث كان الأمير سعود بن عبدالعزيز ولي لعهد والده المؤسس بعد وفاة ولي العهد عمه الأمير محمد بن عبدالرحمن العام 1943م.
لأول مرة منذ صدور النظام الأساسي للحكم للدولة، الصادر بالأمر الملكي رقم (أ/ 90) بتاريخ 27-8-1412هـ في عهد الملك الراحل فهد بن عبدالعزيز قام خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز بأمر ملكي ينص على تعديل الفقرة (ب) من المادة الخامسة من النظام الأساسي للحكم لتكون بالنص الآتي: (يكون الحكم في أبناء الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود وأبناء الأبناء، ويبايع الأصلح منهم للحكم على كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. ولا يكون من بعد أبناء الملك المؤسس ملكاً وولياً للعهد من فرع واحد من ذرية الملك المؤسس) وبهذا سيكون الملك القادم في حال لم يكن من أبناء الملك المؤسس، وكان من أحفاده، فإن ولي عهده يجب أن يكون من فرع آخر من ذرية الملك عبد العزيز، وبالتالي فإن الملك (لو كان من أحفاد الملك عبد العزيز) لا يستطيع تعيين نجله وليًا للعهد.
وختاماً ، نطبع قبله على جبين الأمير محمد بن نايف وعسكرياً نرفع له القبعة إجلالا له وعرفانا لنا بجميل هذا الرجل الذي كان سدا منيعا وحصنا قويا بعد توفيق الله في وجه الإرهاب وتحديه لشراسته وأنيابه، ووفق الله الأمير محمد بن سلمان الذي قُدر له بأن يكون رجل المرحلة ، وولي العهد الثاني عشر مثل أبيه لم يذهب إلى السلطة بل هي التي أتت عليه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من طُلب إلى شيء أعين عليه، ومن طلب شيئا وكل إليه)، ففي منظر ألهب فضول العالم والإعلام تم نقل السلطة إلى ولي العهد بشكل سلس يليق بمكانة المملكة ودورها الكبير في الحفاظ على استقرار الأمة العربية والإسلامية، ويدل على قوة ترابط مؤسسة الحكم في الدولة.
حفظ الله الوطن من كيد الطامعين، وسدد رمي جنودنا البواسل في الحد الجنوبي.