سعد بن عبدالقادر القويعي
رغم كثرة الكلام حول المخالفات العقدية في منهج جماعة الإخوان المسلمين، وما نراه مما هم عليه من انحراف فكري، يأتي تأكيد الأمين العام لهيئة كبار العلماء -الشيخ الدكتور- فهد بن سعد الماجد، بأن: «جماعة الإخوان ليس لهم عناية بالعقيدة، ولا بالسنة، ومنهجهم قائم على الخروج على الدولة، إن لم يكن في البدايات، ففي النهايات», وهو بيان -في تقديري- وضع النقاط على الحروف حول منهج منحرف عن منهج السلف الصالح -رضوان الله عليهم- في كثير من الجوانب، واحتوائه على عدة مخالفات منكرة في الشرع لا يستهان بها، وسيجعلها عرضة إلى التمحيص، والتدقيق.
اتسمت الجماعة بالمراوغة، والغموض في أهدافها العامة، وهيكلها المؤسسي؛ فاعتمادهم ليس على أدلة الكتاب، والسنة، وإنما هو على آراء، وأفكار، ومناهج جديدة مُحدثة يبنون عليها سيرهم، ومنهجهم؛ ولعل من أبرزها: فكرة التنظيم القائمة على مبدأ «الغاية تبرر الوسيلة»، مع أن هناك كثيراً من الأدبيات المنحرفة عن الحق، التي صدمت الجميع لديهم. كما أن من أهم خصائص البيعة في جماعة الإخوان المسلمين، بيعة صوفية، وبيعة عسكرية. -وكذلك- العمل وفق مبدأ «إزالة الفوارق، أو بعضها ما أمكن»، ومبدأ «أن إمكان التعاون متوقف على الإقلال من الاختلافات، وكلما قلت الاختلافات أمكن التعاون، والتوفيق»، ولو كان ذلك على حساب العقيدة الصحيحة. وعند وصفها -بعد ذلك- بحركة، فقد تبنّت -منذ فترة طويلة- التغيير التدرّجي؛ لكنها تتحوّل إلى فكرة أخرى تدافع عن التغيير الثوري، معتمدة في ذلك على إستراتيجية العنف ضد الآخر، وتبنى الدعوة إلى تكفير المجتمع، وضرورة تغييره بالقوة؛ لإقامة دولة الخلافة الإسلامية.
مما يؤسف له، أن كثيرا من الناس متأثرون بمنهج الإخوان، غير مدركين مدى خطورة الخلل الاعتقادي عند هذه الجماعة، وإن كان هذا المفهوم العقديُّ الهامُّ قد غاب من واقع منهجهم، فإن ذلك لا يغير من الحقيقة الناصعة شيئاً؛ لأنها ناتجة بسبب الحساسية المفرطة من العقيدة، وما يرتبط بها من تراث علمي هائل عند كبار العلماء -الراسخين في العلم-، -إضافة- إلى قطع صلتهم بعلماء السنة، وعدم الرجوع إلى فتاويهم في النوازل، والملمات، -وكذلك- دعوتهم للتنظيم في الدرجة الأولى، وإعطاء الطاعة، والولاء للجماعة، ووضع كل إنسان من الجماعة الوضع اللائق به؛ حتى لا ينصدع بناء الجماعة، بل يجب تعليق الآمال عليها.
اليوم، تمر الجماعة بأخطر أزمة في تاريخها، فالخطأ المركب، والهوى المتبع لا يتبناه، ولا يزكيه إلا من كان عنده شيء من الجهل بالمنهج الحق، أو شيء من اتباع الهوى، وقد يجتمعان، -وبالتالي- لا يسوغ فيه الاتفاق؛ كونه خلافا بين السنة، والبدعة، وبين الشرع الصحيح، والشرع الفاسد. وقد تصدى للرد على جميع تلك البدع المنحرفة، والمبادئ الفاسدة علماء كبار -قديما وحديثا-؛ فنصر الله بمؤلفاتهم، وفتاواهم السنة، وهي المستحقة للنصر، وأدحض كل بدعة محدثة، وكل مبدأ هدام، وهي المستحقة لهزيمة.