فهد بن جليد
اختيار صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولياً للعهد ومبايعته على ذلك أمس الأول، وتعيين صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف وزيراً للداخلية، والتعيينات الشابة الأخرى التي شملتها الأوامر الملكية الأخيرة - كل هذا - يشكل خطوات جريئة وجادة وصادقة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- للتحول نحو عصر السعودية الشابة، وهو ما يعني ولادة دولة أكثر شباباً وعصرية بقيادة أجيال مُتقدمة من أبناء الأسرة المالكة، وهي خطوات تضاف إلى حزمة الأوامر الملكية - السابقة - باستثمار طاقات شابة وحيوية وتعيينهم في وظائف قيادية كنواب لأمراء المناطق، وكسفراء ومسؤولين أيضاً في مناصب أخرى مهمة.
المشهد الذي شدَّ انتباه العديد من المُراقبين والمُتحدثين عبر وسائل الإعلام العالمية، أنَّ بيت الحكم السعودي يثبت في كل مرة أنَّه قوي ومتين ومُتماسك -بفضل الله- وله تقاليد وأعراف سامية ونظام بيعة يلتزم به الجميع كأسرة واحدة، تلتف خلف من يقع عليه - الاختيار والتوافق - وفق شرع الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وحكمة قائد هذه البلاد المُباركة، ولا أدل على ذلك من مشاهد البيعة الرائعة والنادرة، التي تفوقت على ما نُشاهده عادة عند تلك الدول التي تخضع لأكثر الأنظمة العالمية تقدماً، وتتغنى بديموقراطيتها وشفافيتها وتقدمها كأنظمة عصرية، ويندر أن تسجل في الدول التي يحدث فيها أي تغيير أو إعفاء بمثل هذا المستوى، ولكن السعوديين فعلوها وأثبتوا للعالم -أكثر من مرة- عظم هذه البلاد، وقوة نظامها وصلابته، وتماسكه وتعاضد قادتها وشعبها لرسم المُستقبل والمضي نحوه بكل عزم، ومواكبة كل التغيرات والتحديات بما يضمن تقدم هذه البلاد وتطورها، فما شهده قصر الصفا بمكة المكرمة صباحاً - يؤكد ذلك - عندما بدأ الأمير محمد بن نايف، بمُبايعة خلفه الأمير محمد بن سلمان كولي للعهد مع الدعوات له بالعون والتوفيق في مهمته، وفي المساء سطرت تلك الحشود مشاهد لا تحتاج إلى تعليق أو ترجمة، فهي واضحة لكل مُبصر في العالم بما تحمله من حب و مباركة وتأييد ودعاء بالتوفيق والنجاح.
سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- شخصية استثنائية بارزة وناجحة بحق، فبصماته واضحة على الكثير من الإنجازات التي قادها محلياً وعالمياً، عندما سابق العصر مُحققاً مُنجزات لبلده وشعبه وأمته، حتى يسيروا نحو تحقيق المُستقبل، بخطوات كان يُعتقد أنَّها أحلام تحتاج لسنوات، ولكنه اختزل الزمن في شهور وكأنَّه يحقق المُستحيل، ليس في عيون السعوديين وحدهم الذين باركوا اختيار خادم الحرمين الشريفين له، وبايعوه ولياً للعهد على السمع والطاعة في المنشط والمكره، بل في عيون العالم بأسره الذي أذهله الأمير الشاب، فلم يستغرب أن يصعد نجمه ليتربع على مناصب المجد، ولياً للعهد، عندها سارع المُباركون والمُهنئون من زعماء العالم وقادته في تقديمها له، إنَّه باختصار أحد أسرار التوافق والإجماع والترحيب الداخلي والإقليمي والدولي باختيار سموه لهذا المنصب.
وعلى دروب الخير نلتقي.