«الجزيرة» - أحمد المغلوث:
تعيش أسواقنا هذه الأيام وعلى الأخص في ليالي رمضان حركة نشطة ليس لها مثيل، حيث تتوجه العديد من الأسر والعائلات لشراء احتياجاتهم من ملابس ولوازم العيد المختلفة والتي تبتلع مئات الملايين من الريالات، وعلى الرغم من أن هناك من سبق له شراء ملابس العيد له ولأفراد أسرته قبل أسابيع من قدوم الشهر الكريم لكن تعوَّد البعض على تأخير عملية التسوق والشراء انتظاراً لتسلّم راتب شهر رمضان، إضافة إلى انتظارهم لما سوف تقوم به الأسواق والمحلات والمعارض من عرض آخر البضائع الجديدة التي وصلت إليهم والتي عادت ما تكون مقرونة بتخفيضات وتنزيلات مغرية حسب ما هو مشاهد في إعلاناتهم الترويجية والتسويقية وما تتضمنه من خصومات كبيرة وحتى جوائز لا تقاوم. كل هذا وذاك وراء تأخير الكثير من المواطنين والمقيمين لوقت تسوقهم وشراء ما يحتاجونه من ملابس أو مستلزمات مختلفة. وكثير من أصحاب المحلات والباعة اعتادوا على عملية تأخير عرض البضائع الجديدة أمام المتسوقين إلا بعد مضى أيام من قدوم الشهر الكريم حتى تواكب عروضهم الجديدة فترة الذروة للتسوّق والتي هي عادة تبدأ كما هو معروف للجميع مع منتصف شهر رمضان المبارك. وبعدها تعرض البضاعة الجديدة جنباً مع البضائع المتبقية من الشهور الماضية . وهذه العملية تعتبر شطارة للباعة. فالرغبة والحاجة للشراء هذه الأيام تجعل المتسوّق والمشتري يتجاوز عن التفكير في كون المعروض قديماً أو مضت عليه شهور. فعادة تغري التخفيضات والخصومات والجوائز على الإقبال على عمليات الشراء بدون تدقيق . ومع الازدحام وكثرة المعروض وتنوّعه لا يفكر المشتري في أن هذا المنتج المعروض هو من العام الماضي وكان نائماً في المخازن. فهو ليس علبة دواء تحمل تاريخ الإنتاج أو مادة غذائية تفقد صلاحيتها مع الأيام. فالملابس المختلفة وما يتعلّق بها من إكسسوارات ليس لها تاريخ وكل ما تحتاجه عملية عرض جديدة. وإعلان أو برشور ملوّن تحمل فيما تحمل عشرات الجوائز والسحوبات. وهات يا شراء.. وبفضل الله تمتاز أسواقنا بظاهرة محببة وهي أنها زاخرة بآلاف من البضائع والمنتجات وبأسعار تناسب كل الفئات والمستويات . فأنت تستطيع أن تحصل على ثوب مناسب لابنك للعيد أو فستان لابنتك في حدود الـ70 ريالاً. وتجد ثياباً تصل أسعارها إلى 1500 ريال وهناك عباءة بـ250 ريالاً وعباءة أخرى بـ3500 ريال وحقيبة نسائية بـ150 ريالاً وحقيبة أخرى تحمل اسم ماركة بـ25 ألفريال. وهكذا.. فالأسواق مقامات . وهكذا الحياة. نعود ونقول إن ليالي رمضان تشهد حركة تسوّق كبيرة استعداداً للعيد وهي عادة سنوية تدخل البهجة والفرح إلى قلوب أفراد الأسرة خصوصاً الأطفال وهم يرافقون أولياء أمورهم خلال شراء ملابس «كسوة العيد» التي تعتبر شيئاً جميلاً يرسخ في ذاكرتهم للأبد.. من هنا تزدحم الأسواق في ليالي رمضان، كما أن كل ما تحتاجه الأسر والعائلات متوفر فيها ومن خلال كل الموديلات والمقاسات المتعدِّدة والمتوفرة، وهناك أسواق ومحلات بالإمكان (المكاسرة) فيها بمعنى يمكن التفاوض مع باعتها في تخفيض الأسعار. وكل تسوّق وأنتم بخير.