سعد الدوسري
منذ اليوم الذي أعلنت فيه المملكة خطة «التحول» ومسار «الرؤية» صار جليًّا لكل المراقبين أنها ستراهن على جيل الشباب. وما هي إلا أشهر حتى صعدت إلى السطح مشاريع الشباب، سواء في ريادات الأعمال أو الفعاليات الجماهيرية أو التعيينات الجديدة في المناصب الحساسة.
لقد كان المحللون السياسيون يعون جيدًا أن المملكة مقبلة على مرحلة القيادة الشبابية. كان جليًّا لهم أن هذا هو خيار الملك منذ جلوسه على كرسي الحكم. لكنهم، وبكل صراحة، لم يتوقعوا أن يكون التسارع بهذه الوتيرة. ويبدو، مع كل المعطيات الجديدة، أن الخطوات القادمة ستكون مفعمة أكثر بروح القيادة الشابة، وبنمط تفكيرها المتجاوز لكل ما هو تقليدي، وهو ما كان ينتظره النسبة الأعلى من التعداد السكاني للمملكة «الشباب». ويستطيع الآن أي منهم أن يفخر بأن بلاده دخلت مرحلة جديدة من الإعداد للمستقبل الحقيقي، ولكن بإدارة قريبة من تفكيرهم الجريء والمنفتح والمتطور تقنيًّا ومعلوماتيًّا.
إن معظم الخطوات التغييرية التي أقرتها المملكة خلال السنتين الأخيرتين، وتحديدًا منذ إبريل 2015، تتسم بالحسم والمباشرة، دون الاتكاء على العوامل التقليدية التي كانت المملكة تتكئ عليها سابقًا، وتضعها في موقع المحافظة السياسية أو الاجتماعية. لقد كانت خطوات في أغلبها من النوع الذي لا يحسب حسابات سياسية وإدارية عاطفية، بل موضوعية، تراعي الواقع، وتلبي حاجات المستقبل الصعب والمتوتر والغامض، والمهدد أحيانًا. وربما لن يفوت على أحد أن السنوات الماضية كانت من أصعب المراحل التي مرت بها المملكة، سواء من النواحي الأمنية الداخلية والخارجية، أو من النواحي الاقتصادية. وكان من المهم جدًّا ألا يتعامل نظام الحكم مع هذه التهديدات تعاملاً محافظًا كما كان في السابق، بل بروح يطغى عليها التفهم والإدراك وتغليب المصلحة العامة، ولو على حساب بعض المصالح التقليدية. وهذه الروح لن يملكها بطبيعة الحال سوى قائد شاب.
أهلاً بدولة الشباب..
كم انتظرنا لنقولها.