عبد العزيز بن علي الدغيثر
(بصراحة)، وأخيراً تنفس الصعداء ليس النصراويون فقط لكن بالتأكيد الشارع والمجتمع الرياضي عن بكرة أبيه ولكن النصراويين أوفر حظاً بمغادرة قائد النصر حسين عبدالغني، فالكل يتمنى أن يكون خروجه بلا عودة من أي باب أو طريق لعالم الكرة، هو ذلك القائد الذي لم يجعل يوماً مجالا لأي شخص أن يقف في صفه أو يدافع عن تصرفاته وأخطائه الجسيمة، نعم لا يمكن حصر المشاكل التي اقترفها أو عدد المشتكين منذ أن كان في ناديه الأصلي، لا أحد بالتأكيد يستطيع أن يسرد المشاكل
و«المضاربات» داخل الملعب أو خارجه، فلا يمكن لأي قريب أو بعيد أن يؤكد كم مرة تم استدعاؤه للتحقيق، من يستطيع القول كم من مرة اتجه لاعبون وإعلاميون وإداريون لأروقة المحاكم لتثبيت تجاوزاته وألفاظه الخارجة عن الأدب العام التي ذابت وتلاشت لأننا مجتمع طيب ومتسامح ويحب الستر ولكن المصيبة العظمى أنه لم يقدر كل هذا وأهان شعار النادي الذي ارتداه لمدة ثمانية مواسم متتالية، فمنذ أن عرفت نادي النصر قبل أربعين عاماً وتحديداً عندما كان رئيسه الأمير عبدالرحمن بن سعود رحمة الله عليه وطأت قدمي نادي النصر وكان لاعبوه كبارا بأخلاقهم وبعلاقاتهم وبمحبتهم قبل أن يكونوا نجوما.
كان اللاعب خالد التركي وابن دحم -رحمه الله- وتوفيق المقرن وسالم مروان ومبروك التركي -رحمه الله- ومحمد الهديان وناصر الجوهر وسعد الجوهر والقائمة تطول.. مضرب مثل لجميع اللاعبين، كان شعار الجزيرة العربية يزين صدورهم وتاجا على رؤوسهم وتواصل منبع النجوم من بعدهم بماجد ويوسف ومحيسن ومرحوم والهزاع والفهد وحسن حمران وواصلوا حمل الرؤية بكل فخر واعتزاز محافظين على قيمة الشعار والكيان واحترام المدرج، ويقف من خلفهم رجل شامخ لا تهزه الرياح ولا التقلبات يفرض النظام ويطبق الانتظام على الكبير قبل الصغير، نعم هكذا كان المرحوم الأمير عبدالرحمن بن سعود، كان الجميع يتمتع بحسن الخلق داخل الملعب قبل خارجه، كان الاحترام للمنافسين قبل الزملاء، وكان النصر بلاعبيه وإداراته ومنسوبيه مضرب مثل للجميع، حتى حضر طيب الذكر ومن أول موسم له بانت ولوحت مبادئ التغيير للأسوأ وأصبح كل لقاء يشوبه التوتر ولا يخلو من المشاكل وإن لم تكن داخل المستطيل الأخضر تنتقل إلى خارجه حتى وصلت إلى مواقف السيارات في الفنادق ولن أذكر ما قاله بعض اللاعبين والحكام حول تصرفاته وخروجه الدائم عن الروح الرياضية، ولن أسرد ما قاله وذكره بعضهم وخاصة اللاعب رادوي وكذلك الفريدي لأننا في شهرٍ كريم.
لقد أهان عبدالغني الكيان وأهان شعاره وأساء لمدرجه وغير مبادئه ومسح رسالته الهادفة، لقد جعل الفريق منبوذا وغير محبوب من الجميع لقد تسبب في انقسامات وتكتلات وأحزاب داخل الكيان والفريق، وهذا هو مبدؤه لضمان استمراره في الملاعب وهو السبب الرئيسي لتخلي ناديه الأصلي «الأهلي» عنه رغم ما كان يقدمه من مستويات جيدة في تلك الفترة، والمؤسف أنه وجد من يؤيده ويدافع عن تصرفاته ويقف بجانبه من الإدارة بل أكثر من ذلك حتى وصل الأمر إلى التضحية بإداريين وداعمين ومدربين بسببه حتى أصبح الأمر لغزاً محيراً يصعب تفسيره وكم كان محظوظاً لو أنه غادر ورحل بعد ان خدمه الحظ بالفوز بثلاث بطولات مع فريقه ليكون على الأقل حافظاً لماء الوجه رغم الخروج عن النص ولكن استمر ليسجل أسوأ موسمين في تاريخه فموسم يقبع مع الفريق في المركز الثامن والموسم الذي يليه يسجل أعلى نسبة لخلق المشاكل والتصادم مع المدربين وزملائه اللاعبين، وكل من قابله في الطريق وأخيراً يرحل غير مأسوف عليه تاركاً خلفه تركة ثقيلة تسبب فيها تحتاج إلى وقت طويل لمعالجتها ولكن ليس مع هذه الإدارة التي كانت ولا زالت جزءا من المشكلة، ولكن مثل ما يقول المثل الشعبي (العوض ولا القطيعة) فقد يكون رحيله وبعض من كانوا على شاكلته فال خير وتحسن ولو بصفة بطيئة- والحمد لله- ان العالمي والرياضيين يستقبلون العيد وكأنه عيدان بمغادرته.
6 لاعبين أجانب (دمار)
بكل أمانة وبثقة وخبرة متواضعة أقول: إن تم إقرار السماح لكل ناد بالتعاقد مع 6 لاعبين أجانب بعدما كنا نرى أنه يجب تقليص العدد المعمول به وهو 4 لاعبين فقولوا على اللاعب السعودي السلام، فمهما كانت قدراته وامكانياته فلن يجد الفرصة بعد ذلك، حيث إن النادي ومسيريه يريدون أن يستثمروا فلوسهم باستثمار اللاعب الأجنبي ناهيك عن ان معظم المدربين وليس جميعهم سيكونون أحد عناصر جلب اللاعبين الأجانب، وبالتأكيد سيكونون بصفهم وسيحاولون إثبات صحة رؤيته، كما سيكون اللاعب الأجنبي صاحب الحظ الأوفر في التواجد وتمثيل الفريق وكل هذا يسجل على حساب اللاعب السعودي.
نعم هو قتل للإمكانات والمواهب وقتل لطموحهم وقدراتهم ناهيك ان المبالغ مهما كان قدرها ستذهب خارج الوطن بعكس اللاعب المحلي الذي مهما ارتفعت عقوده ففي النهاية ستكون الأموال على الأقل موجودة داخل البلد كما في المثل الشعبي (سمننا في دقيقنا) والأهم من ذلك كله مصلحة المنتخبات ومن سوف يمثلها ويشرف الوطن؟ فهل سنتوجه إلى منح جوازات مؤقتة للاعبين غير سعوديين ليمثلوننا؟ بالتأكيد (لا)، فهذا أمر مرفوض بتاتاً ولا نقبله كسعوديين، وبالتأكيد لا ينطبق على بلد كالمملكة التي تعتبر قارة- ولله الحمد- وسكانها 30 مليونا 60% منهم من فئة الشباب، وهذا بحد ذاته يعتبر معادلة كافية ومقنعة في عدم التفكير في الزيادة التي لا أجد لها أي مبرر فسبق ان قلنا عدد اللاعبين الأجانب الحالي والمتمثل بأربعة لاعبين يعد كثيراً بل وطالبنا أكثر من مرة بتقليص العدد إلى اثنين فقط حتى يجد اللاعب السعودي فرصة، والآن نصعق بزيادة العدد.
وإذا ما تم اتخاذ الخطوة فإنني أعتبرها من وجهة نظري الشخصية أنه قراركارثي ولا يتوافق مع التوجه العام سواء بتقليص حجم المبالغ التي تحول سنوياً خارج الوطن أو حتى مع السعودة التي يجب أن تكون الأولى فالوطن أولى بأبنائه، وأبناؤه أولى به، فيا اتحاد اللعبة الموقر مهلاً مهلاً فمصلحة الوطن والمواطن على حدٍ سواء فوق أي اعتبارات أخرى وهذا هو نهج ومبدأ قيادتنا الحكيمة قبل وبعد ان تشاهد عيوننا النور.
نقاط للتأمل:
- الكل يتحرك والكل يبرم صفقة تلو الأخرى والجميع يعملون على قدم وساق في تجهيز الفريق من لاعبين محليين ومحترفين أجانب بداية من البطل الهلال إلى الضيف الجديد الفيحاء الذي ضرب رقماً قياسياً في عدد اللاعبين إلا نادي النصر سبحان الله ما يحدث فيه العكس مغادرة لاعبين وتوقيع مخالصات وعدم تسجيل وعدم إبرام صفقات والمدرب بعد وصوله يؤكد رغبته في تحقيق البطولات (ايه هين) إن كملت الدور الأول فاعتبره انجاز نهنئك عليه.
- إذا ما أقر الاتحاد السعودي زيادة اللاعبين الأجانب إلى عدد 6 لاعبين لكل فريق فبذلك يكون العدد أكثر من نصف الفريق والأمر بالتأكيد متاح للجميع، فذلك ممكن لأي فريق يتوفق بلاعبين أجانب مميزين ان يحقق الدوري أو مراكز متقدمة في الدوري ولكن عندما يمثل أندية الوطن في المحافل الخارجية وخاصة القارية بالتأكيد سيتقلص العدد إلى 4 لاعبين فقط وبذلك ستظهر الاندية في مظلة غير جيدة وستغادر من الادوار التمهيدية وهذا ليس بالجيد ولا يعكس الواجهة الحقيقية للرياضة السعودية وتاريخها الناصع والمرصع بالذهب سواء أندية أو منتخبات فكل ما أرجوه أن ينظر اتحاد اللعبة من مختلف الزوايا ونتائج الخطوة السلبية قبل أن يقرها.
- مبروك للنادي الأهلي منسوبين وجماهير وإعلاما عودة الأمير الأنيق فهد بن خالد لقيادة دفة النادي من جديد وبغض النظر لما يحتاجه الفريق والنادي بصفة عامة لتعزيز الكوادر واللاعبين وتجديد الدماء وعدم الاعتماد على الرعيل الأول والثقافة السابقة فعودة الأمير فهد تعتبر إضافة وقوة للنادي وإدارته لما يملكه من حسن خلق وخبرة وعلاقات جيدة مع الجميع وهذه الأشياء يجب أن تكون متوفرة في كل رؤساء الأندية دون استثناء لتصل الرسالة الرياضية الهادفة وتكون جامعة تعيش في بيئة جاذبة وليست بيئة طاردة كما هو حاصل في بعض الأندية رغم جماهيريتها وتاريخها وإنجازاتها والدليل ان الكرسي لم يعد محببا ومرغوبا كما كان ولكن يجب على الجميع ان يدرك أن الزمن تغير ويجب ان تواكب الوقت الحاضر فليس الفتى من قال كان أبي بل الفتى من قال ها أناذا.
- ما عجزت عن فهمه واستيعابه هو أن جميع الأندية تهرول لإقامة معسكرات خارجية وفي دول أوروبية وإقامة المعسكرات مكلفة وتحتاج إلى عشرات الملايين رغم ان هذه الأندية تعيش أحوالا مادية سيئة وغير مسبوقة وبعضهم لم يسدد رواتب لاعبيه موسما كاملا ناهيك عن المطالبات والشكاوي الدولية والداخلية ومع ذلك تجدهم أول المغادرين أليس ذلك في قمة التناقض؟ وذلك ما هو إلا استمرار لسياسة الفوضى الإدارية والمالية ولو أنني أرى ان الأخيرة أقرب ولكن لا نقول إلا لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
خاتمة:
تعبت أكابر وانهزم نفسياً
واجاري أيامي باجور أيامي
أقسى شعور اواجهه.. يومياً:
إحساسي بعجزي أمام أحلامي
وعلى الوعد والعهد معكم أحبتي عندما أتشرف بلقائكم كل يوم جمعة عبر جريدة الجميع (الجزيرة) ولكم محبتي وعلى الخير دائماً نلتقي وكل عام وأنتم بخير وزاويتكم بصراحة مستمرة بمتابعتكم.