«الجزيرة» - واس:
شهد المسجد الحرام بمكة المكرمة والمسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة كثافةً في عدد المصلين من المواطنين والمقيمين والمعتمرين والزوار الذين توافدوا لأداء صلاة العيد بعد أن منَّ الله على عباده بصيام شهر رمضان المبارك. وهنأ فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام معالي الشيخ صالح بن حميد، في خطبة العيد المسلمين بعيد الفطر المبارك، سائلاً الله عز وجل أن يتقبل منهم الصيام والقيام. وقال فضيلته: إن الشكر أدب رفيع حري بكل ذي خلق ومروءة أن يتحلى به ويحاسب النفس عليه، وإن الشكر ظهور أثر النعمة على العبد في القلب إيماناً وحباً وشهوداً، وفي اللسان حمداً وثناءً وتحدثاً، وفي الجوارح عبادة وطاعة وانقياداً. وإن الشكر اعتراف بالجميل، وهو دليل على صفاء النفس وطهارة القلب وسلامة الصدر وكمال العقل، وهو خير عيش السعداء. مبيناً أن رؤوس النعم ثلاثة، أولها نعمة الإسلام، ثم نعمة العافية، ثم نعمة الرضا. وأوضح معاليه أن نعم الرسوخ في هذه البلاد يثير حقد الحاقدين، وبساط الأمن الممدودة يستفز المرجفين، والقوة والتماسك يزعج الطامعين، وحفظ الله ثم حكمة ولاة الأمر وحزمهم يهيب ظنون المتربصين، والاعتماد على رب هذا البيت يرد عنا كيد الكائدين، بلاد ترفع راية التوحيد وتحكيم الشرع وتصل الرحم وتعين على نوائب الدهر، فليهنأ كل محب، وليندحر كل متطاول، ولتهنأ الدولة ورجالها فالدولة وأثقة من جنودها ثابتة على منهجها في صبر وحكمة وتوازن. وقال: رجال أمننا وقواتنا جنود صناديد وأبطال بواسل يعلمون مقامهم وشرف مكانهم وصلاح عملهم، وهم على الحق والهدى - بإذن الله - بشجاعتهم بعد عون الله تعالى تبقى هذه البلاد عزيزة محفوظة شامخة حامية للمقدسات حافظة للحرمات، فحفظهم الله وحفظ بهم وشكر مساعيهم. وفي المدينة المنورة أدى أكثر من مليون مصل صلاة عيد الفطر المبارك في المسجد النبوي، يتقدمهم صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة المنورة وصاحب السمو الملكي الأمير سعود بن خالد الفيصل نائب أمير المنطقة. وأمَّ المصلين فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ حسين آل الشيخ، محذراً من ما يُخطط لبلاد الحرمين وفق مخططات ماكرة وحملات كاذبة وأراجيف مغرضة تنال بلاداً نشأت على الإسلام منهجاً والقرآن والسنة دستوراً، بلاداً أهم مهامها خدمة الحرمين مأرز الإيمان ومأوى أفئدة المسلمين, يجب على كل مسلم في هذه الدنيا أن يعلم أهذه البلاد بلاد كل مسلم والواجب عليه أن يستيقن أن العداء لهذه البلاد عداء لأهل الإسلام قاطبة، وأن المساس بأمنها واستقرارها ينال خطره كل المسلمين في كل البقاع. وأكد فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي، أن الأمة تمر بموجة من التحولات والاضطرابات والأزمات، وتبقى بلاد الحرمين هي العمق الأعظم لكل بلاد المسلمين، فأي مساس بها فهو أصل الشر الذي ينطلق منه الأعداء لتمزيق شمل الأمة المحمدية وهدم وحدتها ومركز كيانها, مبيناً أن هذه البلاد بحكم مسؤوليتها التي ألقاها الله جل وعلا عليها بمسؤوليتها عن الحرمين وعن الحج والعمرة فهي رمز العزة والشموخ للمسلمين أجمع. ودعا فضيلته المسلمين إلى التعاون مع هذه البلاد لما فيه خير المسلمين وصلاح المسلمين، حاثاً أهل هذه البلاد بالتلاحم والتكاتف مع قادتهم لحمة تظهر فيها المحبة والإجلال والسمع والطاعة بالمعروف والتعاون على ما فيه رضى الله جل وعلا، ثم التعاون على ما فيه تحقيق المصالح والمنافع للجميع، مشيراً إلى أن ذلك ضرورة شرعية ومصلحة وطنية وحاجة إنسانية. وحذر إمام وخطيب المسجد النبوي من الانجرار وراء أي فتنة أو مسلك أو دعوة تهدد بلاد المسلمين جميعاً أو تمس أمنهم واستقرارهم, لافتاً إلى أن الفرض المتحتم شرعاً الوقوف بالمرصاد جنوداً متحدين ومتعاونين في وجه كل متربص. وقال: إن أعظم سلاح لمشكلات الأمة وما تواجهها من مشكلات وتحديات نحبط بها هو العمل الجاد بالإسلام كمنهج متكامل لجميع شؤون الحياة مع الحرص الأكيد على العمل في إطار مبدأ الأخوة الإسلامية والرابطة الإيمانية.