عبده الأسمري
ترابطت في شخصيته الأفكار القانونية والرؤى الاستشارية والبعد الاستراتيجي؛ فظل يجول بحقيبته بين الدفاع والداخلية ومجالس صناعة القرار حاملاً همّ وطن وهموم مواطنين، سائرًا بين الجميع بهيبة الفكر ورونق التفكير..
إنه وزير الداخلية الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف أصغر وزراء الدولة، وأمهر المستشارين.. الذي تسلم لواء صناعة الأمن وصياغة الأمان منذ أيام..
بوجه وسيم، تعلوه علامات الهمة وسمات السمو، وعينين تنطقان عطاء، وتدفقان دهاء، وملامح أميرية، تشبه والده كمحيا، وتتشابه مع جده كإطلاله،
وكاريزما نبيلة، تزهو بالأناقة، وتتأنق بحكمة شابة، تعكسها طيبة الحضور وهيبة القرار، وصوت جهوري بحنجرة فصيحة، تتوارد منها الفصاحة، وتنضج من مفرداتها "السياسة" و"الكياسة"، ولهجة يغلب عليها الطابع الاستشاري، وتطغى فيها مفردات الإدارة وعبارات الريادة، يطل الوزير الشاب كشاهد عصر وصادق وعد وحاضر عهد للوزارة الأقوى، والقطاع الأمثل في ترجيح كفة موازين الوطنية، وتسيير قوانين الطمأنينة.
في الرياض التي كان فيها الأمير طفلاً يراقب جده الأمير نايف (أعظم وزير داخلية) وهو يسير أمور الوزارة نمت موهبته، وتنامت مهاراته، وتعلق بالعمل الأمني، وتربى في كنف والده الذي غرس فيه عشق ميادين التنافس وعبق منصات التتويج، وعاصر عمل والده سفيرًا وأميرًا؛ فعاش في بيئة قيادية مهيبة، تصنع إطارات العمل الأمني، وترسم ملامح العطاء بكل صورة، وتخط حدود المسؤولية بتنوع واحتراف.
سيرة حافلة بالتنوع قضاها الأمير عبدالعزيز متنقلاً بين التعليم والعمل، تشرب من خلالها المهارات، وتوج جهوده بخبرة منوعة؛ إذ تخرج من مدارس الظهران الأهلية، ودرس القانون في جامعة الملك سعود، وعمل بعدها في القطاع الخاص.
وشغل فيما بعد منصب عضوية اللجنة العليا لجائزة الأمير نايف بن عبد العزيز للسنة النبوية، وعضوية اللجنة العلمية للجائزة بتكليف من الأمير نايف.
وعندما تولى الملك سلمان الحكم لمس ببعد نظره وحكمته تميز الأمير عبدالعزيز، ولمس كفاءته فعيّنه مستشارًا في الديوان الملكي في إدارة الحقوق، وإدارة الأنظمة، ثم الإدارة العامة للحدود، إضافة إلى وحدة المستشارين.
وعمل مؤخرًا لمدة 6 أشهر في الشعبة السياسية، ثم مستشارًا في مكتب وزير الدفاع، وصدر أمر ملكي في مايو من العام الماضي يقضي بتعيينه مستشارًا لوزير الداخلية.
ثم صدر فجر الأربعاء الماضي أمر ملكي بتعيينه وزيرًا للداخلية؛ ليكون الأصغر عمرًا ضمن منظومة العمل الوزاري.
للأمير عبد العزيز بصماته الخاصة في العمل؛ إذ عرف عنه حبه للإنجاز الوظيفي، وعشقه للاعتزاز الوطني؛ فسجل في فترة خدمته الوظيفية العديد من الرؤى، وكان سندًا وداعمًا للعديد من القرارات المفصلية..
اعتاد موظفو وزارة الداخلية الروح الأخوية العميقة التي تتجلى في شخصية الأمير الشاب، وتواضعه الجم، وروحه الحافلة بالاستماع والإنصات وحب عمل الفريق الواحد..
في مبنى الداخلية كان الأمير عبدالعزيز يتعامل مع الدراسات بفكر استشاري فريد، وينازل التحديات بعقلية المطور.. كانت طاولة اجتماعات مستشاري الداخلية حاضرة المشهد القيادي الباكر للأمير الذي اعتاد الاجتماع بفرق العمل، والحرص على بث العصف الذهني في الوزارة؛ الأمر الذي جعل لوجوده في المجال الاستشاري محفلاً إنسانيًّا واحتفالاً تنمويًّا، يُضاف لرصيد الأمير؛ ما جعله "الوزير الخبير" الذي اختصر سنوات الخبرة، واجتاز عقود النماء بصمود النتائج وصعود الأداء.
ورغم المهمات المجدولة والأوراق التي لا تفارقه والملفات التي كانت رفيقته حتى في منزله حرص الأمير الشاب على منازلة المهام من الميدان؛ فقد كان عاملاً مشتركًا في مباركة إنجازات الداخلية، وركنًا أساسيًّا في رسم خارطة العمل الأمني بحدود احترافية وخطوط حمراء حين الأمن، وخضراء حيث القرار، وبيضاء أثناء قيادة الخطط الاستشارية.
الداخلية على موعد جديد وميعاد فريد من العطاءات والإنجازات التي يعرف أسرارها الأمير جيدًا، ويجيد فك رموزها وبلورة خططها؛ فهو القادم وفي يده اليمنى تفاصيل القسم، وفي يسراه قبضة الانتصار، وعلى محياه تباشير وطن وبشرى غد، وعلى صدره درع الدفاع عن مقدرات الوطن، وأمام عينيه أفق ردع الأعداء ودحر أرباب الضلال.
الداخلية في عهدة خبير، وفي قرارة وزير، يحمل الأمانة، ويرفع لواء الأمن عاليًا إلى حيث تكون السعودية منبع الأمن وينبوع الأمان وأنموذج الكفاءة الأمنية على مستوى العالم.