د. عبدالواحد الحميد
بسلاسة مطلقة، وبعكس ما كان يتمناه أعداء وخصوم بلادنا الغالية الذين يتربصون بها وبنا والذين كتبوا كثيراً وأمعنوا في الخيال، جرت التغييرات القيادية وتم تعيين ولي عهد جديد للمملكة هو الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز لتستأنف البلاد مسارها بنفس الحماس والثقة والرؤية التجديدية التي كان الأمير الشاب هو عرَّابها والمشرف عليها والذي تولى تقديم تفاصيلها للشعب السعودي وللإعلام العربي والعالمي.
فالأمير محمد بن سلمان هو مهندس رؤية المملكة المستقبلية 2030 التي رسمت المسار القادم للبلاد، وهو يجسد ملامح المرحلة القادمة التي تُعَوِّل كثيراً على شباب هذا البلد لمواكبة العالم الجديد المتغيّر من حولنا. وقد لمس الشعب السعودي البصمات الواضحة للأمير محمد بن سلمان في حقل السياسية والاقتصاد والدفاع وفي مختلف المجالات.
وقد تميّزت الفترة الماضية، التي برز فيها الأمير محمد بن سلمان كمخطط وكصاحب قرار، بالحيوية وبالقفزات التجديدية، وتم تفعيل الكثير من المطالب التنموية التي طالما جرى الحديث عنها في السابق من خلال الخطط التنموية مثل تنويع مصادر الدخل وتوسيع القاعدة الاقتصادية والتحوّل من الاقتصاد الرَّيْعي ورفع الإنتاجية وترشيد الإنفاق غير المنتج والتركيز على قطاعات اقتصادية ذات قيمة مضافة مرتفعة، وغير ذلك من الأهداف التي تبنَّى الأمير محمد بن سلمان تطبيقها ووضعها موضع التنفيذ مع تطويرها وتأطيرها بجداول زمنية محددة وبأهداف قابلة للقياس والمتابعة والمراجعة والتعديل.
لذلك لم يكن غريباً صدور الأمر الملكي بتعيين الأمير محمد بن سلمان ولياً للعهد كي يواصل مشواره التطويري في فترة حرجة تَغُذُّ فيها المملكة الخطى للوصول إلى نقطة التحول الوطني في عام 2020 وتنطلق واثقة إلى المفصل التاريخي المهم وهو عام 2030 الذي يتطلع إليه الجميع كموعد لاستكمال أهداف رؤية المملكة التطويرية وفق الخطة المرسومة التي أشرف ويشرف عليها الأمير محمد بن سلمان بنفسه.
وفي وقتٍ استقبل فيه الشعب السعودي المرحلة الجديد بتفاؤل كبير، كان هناك أيضاً تقدير كبير لإنجازات الأمير محمد بن نايف الذي سهر على أمن واستقرار الوطن على مدى سنوات طويلة سواء عندما أصبح وزيراً للداخلية أو عندما كان الساعد الأيمن للمغفور له والده الجليل سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز -رحمه الله-. وقد استطاع الأمير محمد بن نايف أن يواجه بصلابة واقتدار المخططات التخريبية مُعَرِّضاً سلامته الجسدية للخطر وأن يختط منهاجاً للمناصحة واكتساب عقول وقلوب الشباب المُغرَّر بهم، ما جعل سموه محل تقدير كبير على المستوى العالمي.
ندعو الله أن يحفظ بلادنا الغالية وأن يديم عليها الأمن والاستقرار وأن يوفّق قادتها لما فيه خير الوطن وأهله.