سعد الدوسري
في أول أيام رمضان، أشرتُ عبر حسابي في تويتر، إلى أن الإعلام التلفزيوني لهذا الشهر سيشهد نجومية شابين، هما محمد الخميسي ومفيد النويصر. ولقد تبنيت هذا الرأي، حتى قبل أن أتابع أي عمل من الأعمال الرمضانية. ومع مرور أيام الشهر الفضيل، بدأ المتابعون للشاشة الفضية، ينسحبون عن معظم الأعمال الدرامية وغير الدرامية، ويتجهون لمتابعة برنامج «الراحل» لمحمد الخميسي، و»من الصفر» لمفيد النويصر، وأخذ الكثيرون يشيدون بهذين البرنامجين اللافتين، واللذين يكشفان عن موهبة حقيقية واحترافية عالية لهذين الإعلاميين.
الجمهور في أغلب الأحيان، لا يتوجه لدعم الشباب، أو لدعم الأعمال الجديدة. هو يحب ما اعتاده، حتى وإن هبط مستواه. هناك أعمال جماهيرية، لم تقدّم شيئاً، بل انتكست انتكاسة واضحة للجميع، إلا أن الجمهور لا يزال يتابعها بشغف. هناك أعمال أخرى مغرقة في الإسفاف والتردي، لكن متابعيها بالملايين. هناك برامج تضحك على عقول الناس عيني عينك، من خلال الكذب والصراخ، ولا يزال المشاهدون يتسمّرون أمامها. هذه هي معادلة الجمهور الصعبة، ولا يمكن أن يكون هناك حل لها. وعلينا فقط أن نتلمّس في هذا الجمهور، ميولاً ولو بسيطاً، لبعض البرامج الثرية والممتعة، مثل «الراحل» أو من «الصفر».
إننا نحلم كإعلاميين، بأن تهتم القنوات السعودية المحلية أو المهاجرة، بنوعية البرامج، وليس بحجم مشاهدتها فقط. أنت لا تستطيع أن تصنع برنامجاً جماهيرياً ناجحاً، يحقق معادلات مشاهدة عالية، إن لم تضح لموسم أو موسمين. وبعدها، «حلال عليك الإعلانات»!!