«حائل» - فرحان الجارالله:
بعد أن نجا فريق الطائي من خطر الهبوط للدرجة الثانية في ختام دوري الدرجة الأولى، واحتلاله مركزًا متأخرًا «الثالث عشر» في سلم ترتيب الفرق، ومرور هذا الفريق العريق بمواقف قاسية عدة، وتأزم أوضاعه الفنية طوال الموسم، ووصوله لحافة خطر الهبوط لأسابيع عدة من عمر الدوري، وإصابة محبيه وجماهيره الغفيرة بحالة من القلق والخوف حول مستقبله ووضعيته المخيفة، تحدث لاعبا الطائي السابقان غازي الخشرم ومامادوصو للجزيرة عن الحالة التي مر بها الفريق، وشخَّصا ما حدث بشكل دقيق، ووصفا حلولاً عدة لمستقبل الفريق.
في البداية قال لاعب الطائي السابق وعضو شرفه الحالي غازي الخشرم إن هذا الموسم الذي مرَّ على الطائي يعد الأسوأ في تاريخ النادي لظروف قاهرة عدة، مرت عليه، لكن في المقابل يعد ما حدث أمرًا إيجابيًّا لأسباب عدة..!
وقال الخشرم: الحقيقة، إن ناديًا كبيرًا وصاحب تاريخ عريق على مستوى الكرة السعودية كالطائي، ويحظى بشعبية جماهيرية كبيرة، لا بد أن يعمل أبناؤه بكل ما يملكون من جهد ومال وعمل ومشورة وبذل وعطاء على إعادته لسابق عهده، والاستفادة مما حدث بكل تفاصيله، خاصة تلك التفاصيل الصغيرة التي لا يتم الانتباه لها، لكن لها أثرها وتأثيرها في مسيرة النادي..! فما حدث للفريق يعد أمرًا خطيرًا بالفعل، فأن يصل إلى هذه الحال المتردية، وأن تحاصره الظروف بتلك الوضعية؛ فهو شيء يحتاج لوقفات وتوقفات. واعتبر الخشرم إدارة الطائي بقيادة اللواء عبدالله العديلي - رغم ما حدث - أنها إدارة شجاعة، تحلت بالصبر والحكمة والروية لمواجهة الأزمة بكل شجاعة، وتصرفت بشكل إيجابي، ويحسب لها الاستعانة بخبرات إدارية وفنية «اللجنة الفنية» في وقت حساس، وعملت على تلافي أخطائها في البداية، وبذلت ما تستطيع من جهد ومال، وتحركت بإيجابية في الفترة الشتوية لتدعيم وتقوية صفوف الفريق بعناصر فنية ممتازة كـ»المدرب مكرم عبدالله ومعاونيه واللاعبين»، حتى استطاع الفريق أن يعود بشكل قوي في أوقات حاسمة وحساسة من عمر الدوري.
وأضاف الخشرم قائلاً: الموسم المنقضي حمل الكثير من السلبيات، وفي المقابل أفرز إيجابيات عدة، اعتبرها جيدة لمصلحة مستقبل النادي، ولا بد من العمل الجاد على تعزيز تلك الإيجابيات بشكل قوي؛ فليس كل مرة ستسلم الجرة كما يقال؛ وبالتالي لا بد من فتح ملف ما حدث وتدارسه بعناية وهدوء من خلال عقد اجتماعات تضم الخبرات الإدارية والفنية لتدارس ما حدث، والاستفادة من كل الآراء والأطروحات والملاحظات المسجلة، ووضع التوصيات المفيدة للمرحلة القادمة. وأقترح كذلك عقد (ندوة حوارية) على مستوى النادي، يشارك بها كل من كان على اطلاع بتفاصيل ما حدث للفريق، سواء عضو شرف أو إداريًّا أو لاعبًا أو إعلاميًّا أو من له مشاركة في مواقع التواصل الاجتماعي، ويدعى لها جماهير النادي ومن يرغب في الحضور؛ وبالتالي الخروج بورقة عمل لتعزيز مَواطن الإيجابيات مستقبلاً، والعمل على تثبيتها، وتلافي السلبيات بشتى أنواعها.
وشدد على ضرورة تفاعل جميع محبي النادي، ومشاركة إدارته بالالتفافة القوية، ودعم مصادر النادي الإعلامية الرسمية، وتفعيلها، والتفاعل معها بشكل أكبر، والطرح المتعقل والواقعي بعيدًا عن الشخصنة وممارسة الضغوط السلبية، وكذلك ضرورة انتقاء الأوقات المناسبة للطرح.
وقال الخشرم: من وجهة نظري، إن هناك مكاسب عدة، خرجنا بها من هذا الموسم، ولا بد من المحافظة عليها، سواء إدارية أو فنية.. وقد كسبنا لاعبين عدة، أثبتوا جدارتهم بارتداء شعار الطائي، ويجب العمل من الآن للإبقاء على تلك المكاسب الإدارية والفنية. أيضًا يجب إعادة صياغة طبيعة عمل العلاقات العامة، وتفعيل الأدوار المهمة للنادي تجاه المجتمع، ووضع الخطط المناسبة لتعزيز الإيجابيات وتفعيلها بالشكل الذي يجعلها أكثر فاعلية.
ومن جانبه، تحدَّث للجزيرة أيضًا لاعب الطائي السابق ومدرب البراعم بالنادي مامادوصو قائلاً: من المؤلم حقًّا أن ترى الطائي يصل إلى هذه الحال، والأكثر إيلامًا أن ترى جماهير هذا النادي الغفيرة تتألم بسبب ما يحدث طوال السنوات الماضية، وأعتقد أن ذلك جاء نتيجة لأسباب عدة، من أهمها عدم منح القطاعات السنية بالنادي الاهتمام الكافي.. فالعمل على الفئات السنية بدءًا من البراعم حتى درجة الأولمبي لا يتم بالشكل الصحيح؛ وهذا تسبب في إحداث قصور ملحوظ في المنتج رغم توافر المواهب بشكل كبير جدًّا.
وقال: الفئات السنية تحتاج لنوعية عمل فني وإداري أفضل مما هو موجود حاليًا، وتحتاج إلى رسم خطط باهتمام إداري كبير، والعمل بصورة أكبر على تفعيل دور كشافي المواهب والمتعاونين مع النادي، وتوفير الدعم المادي الكافي لتلك القطاعات، وإن توفر ذلك فأنا متأكد أنه خلال ثلاث أو أربع سنوات سيعود الطائي أكثر قوة، خاصة أن منطقة حائل تعد منبعًا خصبًا للمواهب التي تحتاج لعناية بالاختيار واهتمام أكبر لصقل تلك الخامات بوجود مدربين على مستوى عال من التأهيل والخبرات.