يتجه الحاج بعد عكاش التي حددت أنها (مغيرا) إلى المنزل الذي يليه، وهو العيصان، فأين يقع منزل معدن العيصان هذا؟
وقبل أن ندلف إلى تحديد هذا المنزل نبدأ بإلقاء نظرة على أقوال البلدانيين المتقدمين بهذا الشأن: يقول ياقوت الحموي في معجم البلدان ج4 ص173: العيصان: بكسر أوله تثنية العيص، وهو منبت خيار الشجر. قال عمارة: العيص من السدر والعوسج وما أشبهه إذا تدانى والتف. والعيصان :من معادن بني نمير بن كعب قريب من أضاخ، فيه ناس من بني حنيفة. وقيل العيصان ناحية بينها وبين حجر خمسة أيام من عمل اليمامة، بها معدن لبني نمير.
ويقول صاحب كتاب بلاد العرب ص370: فإذا جزت عكاشا وردت العيصان، وهو معدن، وبه تجار، وهو لبني نمير.
وها نحن تجاوزنا عكاش التي سبق أن حددنا أنها (مغيرا)، وسرنا على السمت باتجاه القبلة، فإننا نقع على بلدة داحس، وهي على وصف العيصان من حيث غناها بالأشجار (السدر والسمر والسلم....) مقارنة بالمناطق المحيطة بها. وهذه الميزة تساعد في عملية التعدين مع وجود آثار تعدين قديم، ووقوعها على سمت القبلة في طريق الحج، وكل ذلك يؤيد كونها العيصان. وقد أبعد النجعة الأستاذ عبدالله بن محمد الشايع في اختياره السدرية إلى الشمال من الدوادمي على أنها العيصان؛ إذ تبعد عن موقعنا ما ينيف على 40 كيلومترًا إلى الشمال الغربي عنه.
ويلي العيصان أيضًا معدن الأحسن الذي اختار الأستاذ عبدالله الشايع أنه يقع بالقرب من بلدة البجادية. وأنا أتفق مع الأستاذ عبدالله في اختياره. وقد قال صاحب كتاب بلاد العرب ص383: (وهي من عمل المدينة، أدنى عمل المدينة إلى اليمامة).
- عبدالله بن عبدالرحمن الضراب