ياسر صالح البهيجان
لم تعد حركة حماس تمثل المقاومة الفعلية ضد الاحتلال الصهيوني للأراضي الفلسطينية، منذ أن قررت التخلي عن انتمائها العربي، والاتجاه إلى التحالف مع طهران وميليشياتها الطائفية كحزب الله اللبناني والحوثي والحشد الشعبي وغيرها، ورغم إعلان حماس الصريح عن أنها جماعة سنيّة، لكنها تناقض نفسها وتتعاون مع منظمات إرهابية تدين بالولاء لإيران وقد تلطخت يدها بدماء أبناء السنة في العراق وسوريا واليمن.
حماس تريد ابتزاز الحكومات العربية بالتأكيد على علاقاتها المتينة بإيران التي تظهر العداء للعرب وتنشر ميليشياتها الإرهابية لارتكاب أفظع الجرائم، ورغم كل ذلك يصفها القادة الحمساويين بأنها داعمة لفصائل المقاومة الفلسطينية، فعن أي دعم تتحدث؟، وهل استطاعت حماس طيلة الأعوام الماضية تحرير شبر محتل واحد يخولها بأن تجعل من النظام الإيراني ناصرًا حقيقيًا للقضية الفلسطينية؟، وهل من المعقول أن يساهم في تحرير فلسطين من يستبيح الأراضي العربية الأخرى؟.
الحقيقة تؤكد بأن حركة حماس باتت إحدى الميليشيات التي تتحكم بها إيران في المنطقة، أي أنها تحولت بطريقة أو بأخرى إلى حزب الله آخر، وهو ما جعلها ضمن منظومة الجماعات المحظورة عربيًا، ومتى ما انعزلت عن القوى العربية فإنها ستصاب بالشلل التام، وستفقد تدريجيًا شعبيتها في الداخل الفلسطيني قبل الخارج، وتحديدًا بعد أن تكشّف للشعوب العربية الدور الإيراني في تصدير الفوضى والسعي لخلق اضطرابات جسيمة في المنطقة كما حدث ولا يزال يحدث في سوريا والعراق، فضلا عن دعمها لحركات التمرد التي تقودها بعض الأقليات في دول الخليج.
القضية الفلسطينية عربية بامتياز، ولا يمكن للفرس أن يدافعوا عنها أو يسعوا لتحقيق مكاسب حقيقية للشعب الفلسطيني، بل قامت بشرعنة انتهاكاتها عبر حركة حماس بإلباسها الرداء السني، وهي حيلة إيرانية لإيجاد تأييد شعبي لها داخل المجتمعات السنية، ولكن التحولات الراهنة على الساحة الإقليمية بقيادة السعودية والعديد من دول التحالف العربي والإسلامي تكشف عن أن التمدد الإيراني آخذ بالتراجع، وأن الرهان على نظام الملالي في طهران رهان خاسر، وبسقوطه الوشيك ستسقط كافة النظم والحركات التابعة له والمؤيدة لسلوكياته الهمجية في المنطقة.
** **
- ماجستير في النقد والنظرية