تقرير - محمد المرزوقي:
في صورة مرسومة تغني عن مئات العبارات.. وعن آلاف الكلمات.. ما جعل من «فن الكاريكاتير» من أدق الفنون تعبيراً، وأشدها صعوبة في المراس وفي كيفية البوح بتفاصيل الأفكار، التي من شأنها تقديم الوعي بأعمق المعاني في أبسط عرض، وعرض القضايا الكبرى في أشد ما تكون فيه درجات النقد، برؤية فنية ساخرة، ما جعل من هذا الفن من أكثر أشكال النقد شيوعاً، وأكثره تداولاً بين مختلف شرائح المجتمعات، حيث جاءت الأزمة القطرية الموضوع الأبرز الذي لا تزال تداعياتها متواصلة الحضور عبر كافة الفنون الصحفية، وملامحها منتشرة «كاريكاتيرياً» في الصحف الخليجية والعربية، التي التقت رسومها في عديد من القضايا التي جاء في مقدمتها:
الجسد الواحد!
كان من البديهي أن يتناول فن الكاريكاتير بمختلف زوايا رؤيته النسيج الاجتماعي الخليجي «الجسد الواحد»، الذي لا يمكن المزايدة عليه أو به في أي ظرف كان، وهو الأمر الذي أكدت عليه المملكة والإمارات والبحرين بأن المقاطعة لا يمكن أن تستهدف الشعب القطري الشقيق، إيماناً منها بالمكون الاجتماعي المشترك بين مختلف شعوب دول المجلس، التي يجمعها الدين واللغة والعادات والهوية المتجذرة في نفس كل مواطن خليجي، لاشتراكنا في العمق التاريخي، والوجود الخليجي الواحد، الذي لا يمكن له قبول أي تشرذم أياً كان مصدره، أمام مستقبلنا ومصيرنا الخليجي المشترك، ما يجعل الانشقاق عن هذه الرؤية من قبل الحكومة القطرية من شر البلاء!.
التآمر الإيراني!
بمختلف الأشكال العدائية والأخرى التآمرية، والإرهابية، جاءت الرسوم الكاريكاتيرية برؤى منتقدة لنظام الثورة الخمينية، إلى جانب ما قدمه هذا الفن الساخر من تمدد إيراني من خلال تصدير ثورتها إلى البلدان العربية في أكثر ما تكون التدخلات السافرة إرهاباً، في رسومات تنتقد الأحزاب الإرهابية والإجرامية الضاربة بجذورها في الثورة الخمينية، وتصوير الحلم الإيراني التوسعي عبر عديد من الرؤى الفنية التي تتخذ من الخميني موضوعاً مشتركاً، ومن الوضع الإيراني مرة بشكل خارطته (المتغوّلة) وأخرى بشكل اقتصاده المفلس إلا من أسلحة الحروب والدمار، إلى جانب أتباعها من رموز الجماعات الإرهابية، والأخرى الطائفية المؤدلجة.
حزب اللات!
الحزب الإرهابي الأول الذي نعت نفسه بـ(حزب الله) كغطاء ديني سرعان ما تكشفت أعماله الإرهابية والإجرامية التي ما زال يمارسها منذ عقود داخل لبنان وخارجها، إذ غالباً ما يطلق عليه في الشارع العربي بأسماء تسميه بحقيقة نشاطه، حيث يأتي في مقدمة تلك الأسماء: حزب اللات، وحزب الشيطان، وحزب إبليس، وحزب المؤامرات، وحزب الطائفية.. وغيرها من الأسماء والألقاب التي تصف ما يمارسه حزب اللات من إرهاب دولي، ما جعل من تآمراته ضد كل ما هو عربي، متخذاً من الإرهاب أول أدوات حربه المعلنة وغير المعلنة، التي لم تكن غائبة عن فناني الكاريكاتير في العالم العربي قاطبة، وفي دول الخليج العربي بصفة خاصة.
الجماعات الإرهابية!
لم تكن الجماعات الإرهابية وكياناتها غائبة عن حس فناني الكاريكاتير الذين تناولوا عديدًا من رموز تلك التنظيمات الإجرامية، ورسموا بمداد أفكارهم الناقدة عديدًا من الرسومات التي توّصف الأهداف والغايات والشعارات لأبرز التنظيمات الإجرامية المصنفة اليوم على القائمة العالمية لتلك الجماعات والتنظيمات الإرهابية، التي تنوعت شعاراتها واختلفت راياتها في أسلوب الرسم والتقت في ملامح الإرهاب ووجهه القبيح، وأدواته الإجرامية، وأسلحته التدميرية، بما في ذلك المجيّشين في مختلف خطوط التنظيمات الإجرامية بدءاً بقياداتها وانتهاء بأفراد جماعاتها الذين غالباً ما كانت تظهرهم الرسوم وهم مدججون بارتداء الأسلحة، وفي أشكال قنابل بشرية.
الإعلام الطائفي!
كانت الطائفية ولا تزال إحدى أخطر الأدوات التي استخدمتها الثورة الإيرانية داخل إيران، ووظفتها بطرق مؤدلجة في مختلف دول الخليج دون استثناء، وسوقتها عبر البلدان العربية وغير العربية، مستغلة بذلك كل الظروف، ومسخرة لتمددها الثوري كل الوسائل التي حتى الطائفة الشيعية في دول الخليج العربية والبلدان الإسلامية والعربية كانوا أول وقود الثورة الإيرانية (السياسية) المغلفة بكثير من شعارات تخفي بها مشروعها التوسعي، وفي مقدمتها الطائفية وتأجيجها في نفوس الرعاع من الطوائف الشيعية في مختلف أنحاء الوطن العربي، وفي دول الخليج العربية خاصة، بأدواتها التجييشية التي يأتي في مقدمتها الاستخبارات الإيرانية، وحرسها الثوريّ.
البوق الصفراء!
كانت بوق الجزيرة الصفراء وما تزال محل نقد وشجب واستنكار من الشارع العربي، لما تمارسه من دعاية إعلامية فجة، وتسوق له من إشاعات مغرضة، وشعوبية تنتقص من البلدان العربية باستثناء الحضن الدافئ الممول لها «قطر» التي زرعت بوق النفاق ودعاية الشقاق وتسويق المؤامرات تحت أجمل الشعارات، ما جعل من هذه البوق أول المسوقين لفكر التشرذم والطائفية وأرباب النزاعات من الأفراد والكيانات والمأجورين والمهرجين في كل شيء إلا الحقيقة، في مهمة (صفراء) نالت من الشعوب العربية حكومات وشعوباً، ما جعل من النظام القطري ينفق عليها عشرات الملايين سنوياً، لا للربحية تذكر، إلا لأن الجزيرة تمثل القناة (الموجهة) لمؤامرات النظام القطري.
رايات التآمر!
عرض فنانو الكاريكاتير رايات المتآمرين، لنقد حرب صريحة (معلنة) لأنظمة وكيانات وجماعات بعد أن تكشفت مؤامراتها واحدة تلو الأخرى، وذلك من خلال راياتها المجتمعة في شكل راية واحدة على سارية واحدة، التي جمعت في أبسط صورة واضحة وناقدة رايات التآمر على دول الخليج العربية خاصة، وعلى الدول العربية عامة، إذ جعل بعض رسامي الكاريكاتير الراية القطرية في مقدمة الرايات التي عادة ما تضم معها الراية الإيرانية، والأخرى الإسرائيلية، إلى جانب رايات أخرى من رايات الجماعات الإرهابية كراية داعش وغيرها، وضلوع أصحاب تلك الرايات في العمليات الإرهابية التي طالت مختلف الدول العربية.
حمد بن خليفة!
جاء أمير دولة قطر السابق الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، في سياق المؤثرين سلباً ضمن المكونات الظليّة المتنفذة في قرارات الشيخ تميم، ضمن ما يعرف بـ «حكومة الظل» التي ثبت تورطها بالأدلة والبراهين التي تناقلتها وسائل الإعلام خليجياً وعربياً وإقليمياً، التي لا يزال النظام القطري يتجاهلها أحياناً، ويعمم الردود العالمية تجاهها أحياناً أخرى! ما جعل من الأمير السابق أحد أبرز المشتركات التي تناولها فن الكاريكاتير في المملكة والخليج وعديد من الصحف العربية التي تتابع تداعيات أزمة النظام القطري، التي ثبت تورط أميرها السابق في اتصالات تآمرية، إلى جانب تورطه في دعم أفراد وكيانات وتنظيمات وجماعات إرهابية!
قطر مهبط الإرهاب!
ليس أمراً سهلاً أن يوجد (12) كياناً إرهابياً على أرض قطر الشقيقة، إلى جانب قائمة تجاوزت الخمسين فرداً المصنفين على قوائم الإرهاب تحتضنهم قطر إلى جانب تنظيم الإخوان وعلى رأسهم يوسف القرضاوي الذي وجد على أرض قطر الشقيقة مختلف الدعم، وجمع له النظام فلول الإخوان، والمرتزقة، والمجنسين، والمهرجين، والمؤدلجين، والتنظيميين، والعملاء والمتآمرين على كل ما هو خليجي قبل تآمرهم على كل ما هو عربي وإسلامي، ما جعل من فناني الكاريكاتير يجسدون في رسوماتهم الساخرة تلك الخلايا الإرهابية، وتمددها على الخارطة القطرية التي صورت قطر وهي تعوم على مستنقع من الخلايا الإرهابية النشطة والنائمة!