د. ناهد باشطح
فاصلة
((لكم هو سهل سحق الحرية الداخلية للإنسان باسم الحرية الخارجية))
- طاغور -
لا جديد حين تتجاهل قناة الجزيرة تغطية حدث مهم مثل نجاح الأمن السعودي في إحباط العملية الإرهابية التي استهدفت الحرم المكي مؤخراً في أواخر شهر رمضان المبارك.
في نشر الأخبار من أبجديات «الأجندة» التركيز على أخبار معينة وتجاهل أخرى، ويظهر التحيز أيضاً حين يتم انتقاء الجانب الذي يتم معالجته في الخبر دون نقل المعلومات كاملة دون نقص.
لكن قناة الجزيرة ليست فقط نموذجاً للتحيّز إنما هي تمارس الترويج من خلال تغطياتها الصحفية.
على سبيل المثال، التغريدة التي نشرتها في حسابها في «تويتر» بعد تفجير كنيستين في مصر.
التغريدة التي نقلتها عن حزب الحرية والعدالة تقول «لا فرق بين إرهاب تمارسه سلطة وإرهاب تمارسه منظمات».
هذه التغريدة يمكن أن تعتبر ترويجاً لأفكار الجماعة التي اعتبرتها مصر منظمة إرهابية، كما أنه لا يليق بأي قناة إعلامية أن تثير النزعات الدينية، هذا عدا تلميحها للسلطات المصرية في التسبب في الأحداث الإرهابية لإثارة الغضب تجاه النظام المصري الحالي.
في موقع thecommentator.com أشار الكاتب «جعفر حسين» في مقالة له نشرت باللغة الإنجليزية عام 2013 الى مقال نشر في مجلة «دير شبيغل» الألمانية عن الصحافيين الذين تركوا العمل في قناة الجزيرة وأوردت للصحافي «اكثم سليمان» من ألمانيا قوله: «قبل بداية الربيع العربي، كنا صوتا للتغيير ومنصة للنقاد والناشطين السياسيين في جميع أنحاء المنطقة، أما الآن فقد أصبحت قناة الجزيرة منصة للترويج». أو كما جاء في نص المقالة «Propaganda» والتي تعني نشر المعلومات بطريقة مركزة بهدف التأثير على الجمهور دون اهتمام للموضوعية في تقديم المعلومات.
ولذلك، فإن القناة التي تتعمد نشر معلومات ناقصة، للتأثير على الأشخاص عاطفياً تمارس الترويج وهو ما يطلق عليه «البروباجاندا»
السؤال المهم: لماذا برغم كل ما فعلته قناة الجزيرة من إثارة الفتن والكذب لا زال بعض الإعلاميين ينكر انكشاف تحيزها؟
وهل يمكن أن نعتبر أي وسيلة إعلامية تنشر رسائل سلبية تؤجج الجمهور أنها تمارس حرية التعبير؟
من المهم ألا يغرينا حلم الصحافة الحرة عن الاعتراف بأنها لم تكن واقعاً حتى في إعلام الغرب السابق لنا، ولن تكون الصحافة الحرة واقعاً مادام من يكتب الأخبار صحافيون تؤثر عليهم ثقافتهم وأجندة المؤسسات الإعلامية.
يكفينا من الصحافيين التزامهم بأخلاقيات المهنة، أما المصداقية والحرية فلم تولد بعد؟!