المؤسسة الخيرية الوطنية للرعاية الصحية المنزلية تسعى لتأمين حياة كريمة للمريض في منزله، والاستخدام الأمثل لأسرّة المستشفيات، وفي هذا السياق، وتحقيقاً لمرئيات حضارية تسعى للرقيّ بالرعاية الصحية والاجتماعية لذوي الأمراض المزمنة، وتفعيل دور المواطن للمساهمة فيما يخدم أهداف التنمية، قامت المؤسسة الخيرية الوطنية (نرعاك) بتبنِي احتياجات المرضى المستقرين صحياً (من الفئات البسيطة المحتاجة) من الأجهزة والمستلزمات الصحية اللازمة لمساعدتهم لتلقي الرعاية بمنازلهم حين ينصح بذلك أطباؤهم، لتفادي بيئة المستشفيات ولتشافي وارتياح نفسي وجسدي بين أسرهم وذويهم. وبذلك تكون الخدمة مزدوجة، للمريض المحتاج للأجهزة والمستلزمات والبقاء للاستشفاء بين الأهل من جهة وللمريض الآخر المنتظر لمكان/ سرير له بالمستشفى قد يشغله من يمكن توفير الرعاية له بالمنزل.
لذلك ساهمنا في إنشاء مراكز الرعاية الصحية المنزلية بالتعاون مع وزارة الصحة والمستشفيات العامة بهدف تأمين الرعاية الصحية اللازمة للمريض بعد خروجه من المستشفى، بالإضافة إلى تأهيله للرفع من استقلاليته والحد من اعتماده على الغير. هذا ومن الجانب الاجتماعي مساعدة المريض على تقبّل وضعه الصحّي، ومساندة عائلته والتخفيف عنها بما يُثقل عليها من أعباء جراء إصابة أحد أفرادها. أمّا من الجانب التوعوي فقد تبنّينا برامج توعوية ترفع مستوى الوعي الصحّي للمرضى وعامة المجتمع، وكذلك إشراك الجيل الصاعد من طالبات المدارس والجامعات وتشجيعهن للمساهمة بخدمة المجتمع في العمل التطوعي.
وتحقيقاً لأهدافنا فقد شُكّلت لجان تضم نخبة من المتطوعين والمتطوعات يجسّدون روح التفاني والعطاء، ويعكسوا إحساساً بالمسؤولية تجاه مجتمعهم وحب المشاركة لترك بصمة خير تؤثّر إيجاباً في المجتمع.
فجزى الله خيراً كل من دعمنا معنوياً، مادياً، أو بالنُصح والمشورة. وخالص تقديرنا للأعضاء والمتطوّعات والشركات والأفراد الذين كان لهم الفضل بعد الله في رسم صورة مشرّفة للعمل التطوّعي الذي أثبت مساهمته الفاعلة في تحقيق الأهداف الرامية للرقيّ بالخدمات الصحيّة المنزلية المقدمة للمواطن في وطننا الغالي.
والجدير ذكره أن سماحة مفتي عام المملكة العربية السعودية رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ أكد أن هذه الأعمال التطوعية الصحية من أفضل الطاعات، وأعظم القربات، وأولى ما بذلت فيها صدقات التطوع فهي من أوجه البر النافعة، ومن الباقيات الصالحات إن شاء الله تعالى، قال الله تعالى: {وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا}.
فيما أفتى المستشار في الديوان الملكي عضو هيئة كبار العلماء الشيخ د. عبد الله بن محمد المطلق بجواز صرف الزكاة على علاج الفقراء وصرف الأدوية لهم وتحمل تكاليف العمليات الطبية وتوفير الأجهزة والمعدات الطبية للفقير. وقال الشيخ د. عبد الله المطلق: إن حاجات الفقراء متعددة كالطعام، والكسوة، والسكن، والعلاج، والزواج، والتعليم، والتدريب على المهن، وهذه كلها من مصارف للزكاة المفروضة التي جعلها الله في أموال الأغنياء حقاً للفقراء، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث معاذ رضي الله عنه وأعلمهم: (أن الله افترض عليهم صدقة في أموالهم تُؤخذ من أغنيائهم فترد في فقرائهم) . وأضاف الشيخ الدكتور د. عبد الله المطلق: معلوم أهمية العلاج في حفظ النفس والأطراف وإزالة أذى المرض وشدة حاجة بعض الفقراء إليه، والزكاة مواساة للفقراء والمواساة بالعلاج من أنفع المواساة، وفيها تفريج للكرب قال صلى الله عليه وسلم: (من نفّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسّر على معسر يسّر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه). وفي هذه الأيام المباركة من الشهر الكريم الذي يتسارع فيه أبناء هذا البلد الطيب أهله لعمل الخيرات، وتقديراً لما تقوم وتعمل المؤسسة بهِ وتقدمه من خدمات صحية واجتماعية وعمل خيري في مجال الإنسانية وخدمة المواطن والوطن، على مدى عشرين عاماً من العطاء الخيري.. لذا أهيب بأهل الخير من مؤسسات ومواطنين أن يبادروا بالتبرع لدعم هذه المؤسسة غير الربحية القريبة على قلوبنا خاصة لما تقوم به من أعمال جليلة في خدمة فئة عزيزة على قلوبنا جميعاً، قال الله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا .
** **
- عضو مجلس الأمناء ورئيسة المركز الإعلامي